ريال مدريد يعود من بعيد

لم ييأس في قلب العتمة وفي أسوأ أحوال الفريق، وعد الجميع وعلى رأسهم الجماهير، بالعودة من بعيد واستعادة الانتصارات واعتلاء منصات التتويج من جديد، إنه الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني، والذي قاد النادي الملكي للطريق الصحيح من جديد في الأسابيع الأخيرة، وعاد به للنتائج الجيدة من جديد.

وشهدت مباريات فريق ريال مدريد في الأسابيع الأخيرة تحسناً ملحوظا على مستوى النتائج والأداء أيضاً، ونجح الفريق في العودة للقمة من جديد على الصعيدين المحلي والأوروبي.

على صعيد بطولة الدوري الإسباني الدرجة الأولى، عاد الفريق لقمة جدول الترتيب برصيد 25 نقطة بعد 13 جولة بالتساوي مع غريمه التقليدي برشلونة، حامل اللقب، والذي يتفوق على ريال مدريد بفارق الأهداف فقط.

أما في بطولة دوري أبطال أوروبا، فبعد سقوط مريع ومحبط بثلاثية أمام باريس سان جيرمان ثم تعادل في «سانتياجو برنابيو» أمام كلوب بروج البلجيكي بنتيجة 2-2، وتضاؤل آمال الجماهير في خطف إحدى بطاقتي المجموعة، عاد الفريق من بعيد وفاز ذهاباً وإياباً في الجولتين الثالثة والرابعة من مباريات دوري المجموعات، على جالطة سراي التركي ليقبع في المركز الثاني خلف باريس سان جيرمان، برصيد 7 نقاط ويقطع شوطا كبيراً نحو التأهل.

ماذا فعل زيدان في 39 يوماً ليعود ريال مدريد من جديد؟

وبعيداً عن الانتصارات، شهد أداء الفريق تقدماً ملحوظاً، فضلاً عن عودة ماكينة الأهداف للعمل من جديد، وخلال المباريات الثلاث الأخيرة فقط نجح الفريق في تسجيل 15 هدفاً، بدء من الفوز بخماسية في الدوري على ليجانيس، ثم اكتساح جالطة سراي بنصف دستة أهداف في دوري أبطال أوروبا، قبل الفوز على إيبار في المباراة الأخيرة بالليجا برباعية بيضاء.

وخلال 39 يوما فقط منذ التعادل في الأول من شهر أكتوبر الماضي مع كلوب بروج البلجيكي 2-2، وحتى مباراة إيبار مساء السبت التاسع من نوفمبر الجاري، كان زيدان على حق عندما وعد بأن الفريق سيعود من بعيد، وأنه لا يشعر باليأس، وما بدا ما بدا من الفرنسي خطابا بعيدا عن الواقع، أصبح حقيقة ووعداً تم الوفاء به.

وظهر ريال مدريد خاصة في المباريات الثلاث الأخيرة للفريق بوجه مغاير، وكأنه ريال مدريد غير الذي ظهر منذ انطلاق الموسم الجاري.

وحتى في أحلك الأوقات وقبل مباراة جالطة سراي في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، وفي ظل أخبار ترددت عن طرح اسم البرتغالي جوزيه مورينيو، كمدير فني جديد للفريق بدلاً منه، لم ييأس زيدان، وسيطرت عليه حالة من التفاؤل والثقة وروح التحدي، وقال: «أحب المواقف الصعبة»، وعقب مباراة ريال مايوركا، التي خسرها ريال مدريد بهدف وحيد، قال: «كان علينا أن نعمل أكثر».

زر الذهاب إلى الأعلى