بورتريه : سفيان البقالي … البطل الذي أيقض ألعاب القوى من الموت السريري

يجري وقطرات العرق تتصبب من على وجهه وعيناه الغائرتان تركزان على خط الوصول , يدفع جسمه النحيف نحو الأمام متخطيا جميع الحواجز بسلاسة , قدماه تتبادلان القيادة كعصا مايسترو يقود جوقة عالمية في حفل صاخب ليجاري البطل العالمي كيبروتو، المتواجد على يمينه، و الذي رفض أن يترك له الريادة.

انه البقالي سفيان , ذلك الفتى الذي تمكن من الفوز بالميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت بلندن سنة 2017 بعدما حل خلف العداء الكيني كيبروتو الذي حل في المركز الأول , ليتمكن من تحقيق حلم صعود البوديوم في أول مشاركة له في بطولة العالم لألعاب القوى، وعمره لا يتجاوز واحدا وعشرون سنة , فبعدما كان قبل السباق نكرة لا يعرفه أحد , رفع رأسه عاليا بعد تجاوزه لخط الوصول ليكتب اسمه في سجل الأبطال الكبار .

فوز البقالي هذا , مكنه من إنهاء المشهد التراجيدي الذي كانت تعيشه ألعاب القوى المغربية , بحيث أخرجها من قسم العناية المركزة وهي التي كانت تعاني من موت سريري , ليحي بذلك الأمل في قلوب المغاربة بالعودة لمنصات التتويج في أم الألعاب والتي كان المغرب رقما صعبا فيها .

العداء المغربي سفيان البقالي عاد بعدها ليفوز بسباق 3000م موانع ضمن ملتقى باريس 2019 كما توج قبلها بسباقات أخرى .

سفيان بقالي ازداد في حي المرجة الشعبي بفاس لأسرة بسيطة، يوم 7 يناير 1996, حيث ترعرع في حي شعبي ومتواضع. لكن أحلامه لم تكن أبدا متواضعة، بل طالما أراد أن يكون بطلا عالميا في ألعاب القوى , رغم غياب البنيات التحتية التي تمكنه من تلقي تكوين جيد في العدو، حيث وجد سفيان نفسه لا يملك شيئا سوى إرادته القوية، وعزيمته المتقدة، و أحلامه الكبيرة .

وقد قال عنه أسطورة ألعاب القوى المغربية سعيد عويطة إنه “مشروع بطل أولمبي خلال دورة طوكيو 2020″، مؤكدا أنه “بطل يعمل بكل جهد لكي يحقّق إنجازا كبيرا على غرار الذي حقّقه في بطولة العالم , فهل يفعلها البقالي ويحصد الذهب الأولمبي ؟

زر الذهاب إلى الأعلى