هل تخفي “سداسيات” الرجاء الضعف الذي يعاني منه الفريق؟
في ظرف فترة وجيزة ، انتصر الرجاء الرياضي في مبارتين متواليتين ، الأولى برسم أولى جولات البطولة الوطنية بسداسة نظيفة أمام خصم حسيمي ظهر ضعيفا و مفكك الخطوط ، و انتصار ثاني جاء في كأس الاتحاد الإفريقي أمام إدوانا ستارز الغاني ، الفريق الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المجموعة و الذي أقصي مبكرا من المنافسة و حضر للبيضاء بأربعة عشر لاعبا فقط لمواجهة النسور الخضر.
انتصار الرجاء في المبارتين معا و بسداسيتين ، جعلت عددا من المتتبعين يؤكدون بأن الرجاء قد استعاد صحوته و بريقه و توهجه ، لكن هل فعلا تطمئن هاته النتائج أنصار “الخضرا و البيضا” أم أن السداسيات تخفي ما وراءها من مشاكل و عيوب قد تنفضح في قادم المقابلات أمام الفرق المحترمة و الكبيرة؟
الملاحظ في كلتا المقابلتين أن أنس الزنيتي حارس عرين الرجاء لم يختبر في أي كرة طيلة 180 دقيقة ، و الدفاع الذي يقوده بانون برفقة الوافد الجديد الليبي سند الورفلي و جبيرة و بوطيب كظهيرين لم يختبرا دفاعيا بتلك القوة التي قد تظهر حجم التجانس بينهم ، و حتى وسط ميدان الفريق الذي يقوده السنغالي نياسي و الشاب الواعد صلاح الباهي و الحافظي لم يكن في محك حقيقي ليظهر معدنه الحقيقي.
أما خط الهجوم بقياة الهداف ياجور و حذراف و رحيمي و بنحليب كورقة رابحة ، فقد قدم أوراق اعتماده بتسجيل 12 هدف في مقابلتين ، لكن أمام دفاع فرق هشة تفتقد للصلابة و للندية و لا يمكن اعتبارها محكا حقيقيا لمعرفة قوة النادي الذي سبق و انهزم قبل أيام قليلة في المنافسات القارية أمام فريق ليس بالكبير و لا يجر خلفه نفس التاريخ الذي يتمتع به نادي الرجاء المثقل بالألقاب.
القادم من المنافسات قد يضع جماهير الرجاء أمام الصورة الحقيقية للنادي ، خاصة أن قائد الكتيبة الإسباني “غاريدو” لم يعد يحظى بالإجماع بين جماهير العالمي نظرا لغرابة النهج التكتيكي و الشاكلة المنتقاة و توظيف اللاعبين في بعض المقابلات ، غير أن وجود عنصر تجربة مخضرم بجانبه في كرسي الاحتياط من طينة يوسف السفري و كذا خبير و محلل يشهد له بالكفاءة إسمه فتحي جمال في كواليس النادي قد يجعلان قطار الرجاء يعود تدريجيا لسكته الصحيحة حتى تعود الألقاب لخزانة فريق أقسم مؤسسه على أن يجعله من كبار و علية الفرق بالقارة السمراء.