سمير فلاح.. قصة لاعب تفوق في الكرة والدراسة قبل ولوج عالم وكلاء اللاعبين

عبد العزيز أرجدال : هبة سبور

استطاع اللاعب سمير فلاح التوفيق بين كرة القدم والدراسة خلال مساره الاحترافي، إذ يعتبر من اللاعبين القلائل في الملاعب الوطنية الذين ظلوا متشبثين بمسارهم الدراسي خلال فترة ممارستهم لكرة القدم مع أندية البطولة الوطنية.

وجاور فلاح عدة أندية وطنية في مساره كلاعب، إذ كان يشغل مركز المدافع الأوسط، واستمر في مساره الدراسي إلى أن حصل على الإجازة في السلك الجامعي، ليلج بعدها عالم التدريب، لكنه اختار ولوج عالم وكلاء اللاعبين، وكان مهندسا لعدد من الصفقات في البطولة الاحترافية.

مسار مميز في الملاعب الوطنية

جاور سمير فلاح في مشواره الاحترافي عددا من الأندية الوطنية على غرار مولودية وجدة ما بين 1995 و1999 والنادي المكناسي في موسم 1999-2000، ثم لعب لموسمين مع نهضة بركان، وعرج بعدها صوب أولمبيك خريبكة ما بين 2004 و2008، وكان فلاح يشغل مركز مدافع أوسط، ورغم أنه كان يلعب في الخط الخلفي إلا أن فلاح كان مدافعا بثوب المهاجم، بعدما سجل عدة أهداف حاسمة لمختلف الفرق التي جاورها.

ولعب فلاح أيضا للكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي، وتوج بلقبي البطولة الوطنية وكأس العرش، كما خاض تجربتين في الخليج مع كل من بني ياس الإماراتي والحزم السعودي، وشارك مع المنتخب الوطني المغربي الجامعي في بطولة العالم الجامعية بمدينة مايوركا الإسبانية، التي احتل فيها المغرب المركز السادس.

دخول عالم التدريب عبر بواية نهضة بركان

استمر اللاعب في تحصيله الدراسي طيلة مشواره الكروي، إلى أن حصل على شهادة الإجازة في الحقوق، وبعد اعتزاله كرة القدم ولج عالم التدريب، حيث حصل على دبلوم باء، وشغل منصب مدرب فئة أمل نهضة بركان ما بين 2015 و2016، وكان مرشحا لتولي منصب المدرب المساعد في الفريق الأول للنهضة.

ويقول فلاح في تصريح لموقع “هبة سبور” :”كنت أريد الذهاب بعيدا في عالم التدريب بكل صراحة، إذ أن التدريب يستهويني، لكن في المغرب نعاني من عقدة أولاد البلاد، وكثيرون يفضلون الاعتماد على أبناء منطقتهم، وهو ما يغيب الكفاءة، إذ أننا جميعا مغاربة ولا فرق بيننا، ويجب أن ننظر إلى عامل الكفاءة أولا قبل كل شيء”.

بداية هندسة الصفقات

تميز سمير فلاح طيلة مساره الاحترافي بأخلاقه الحالية وطيبوبته مع زملائه اللاعبين، إذ كان يقوم بمساعدة بعض زملاءه في إيجاد فرق لهم لتحسين أوضاعهم الإجتماعية، حتى قبل أن يضع الحذاء جانبا.

ويقول فلاح :”أثناء مزاولي لكرة القدم كنت أقوم بصفقات من باب الانسانية، من خلال مساعدة اللاعبين على الانتقال، إذ كنت وراء انضمام إبراهيم البزغودي وبكر الهلالي ومحسن عبد المومن إلى أولمبيك خريبكة، وكنت أيضا وراء صفقة تبادلية بين خريبكة والكوكب شملت انتقال حمزة بودلال إلى الكوكب وانضمام وسام البركة إلى خريبكة، وكنت أقوم بتلك الصفقات مجانيا بهدف تحسين أوضاع هؤلاء اللاعبين ماديا”.

جبران ومهري والفقيه أبرز الصفقات

ولج سمير فلاح عالم وكلاء اللاعبين بشكل رسمي، إذ يعتبر وكيلا معتمدا لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكان مهندسا لعدد من الصفقات في البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة.

ومن أبرز هذه الصفقات انتقال يحيى جبران إلى مولودية وجدة وبعدها إلى حسنية أكادير، وانتقال سفيان بوفتيني إلى حسنية أكادير ومحمد الفقيه من شباب المسيرة  إلى الكوكب المراكشي والجيش الملكي ويوسف مهري إلى حسنية أكادير وكان أيضا وراء صفقات انتقال إبراهيم البزغودي طيلة مشواره.

المصداقية والنزاهة رأسمال الوكيل

يرى سمير فلاح أن المصداقية والنزاهة هما رأسمال وكيل اللاعبين، سواء مع موكليه أو مع المسؤولين، ولا لا يضر المكاتب المسيرة للأندية من جهة وأن يدافع عن حقوق موكله من جهة ثانية.

وأوضح فلاح قائلا :”حين ينجح اللاعب مع فريقه الجديد فإن الوكيل أيضا ينجح، أحيانا لا تقدم بعض الصفقات الإضافة للأندية لكن تكون بعض الإكراهات وراء ذلك، وما نتمناه هو أن يكون هامش الخطأ قليلا، ولابد من التذكير بأن العقود هي شريعة المتعاقدين، ويجب أن يتحمل اللاعب مسؤولية ما في عقده مع ناديه وأن يتحمل الوكيل بدوره نصيبا أخرا من المسؤولية، كي لا نقع في الأخطاء، مقل الذي وقع في صفقة حمزة خابا التي أثارت الكثير من الجدل في الميركاتو الصيفي الحالي”.