حكيم زياش.. الأسد يمرض ولا يموت
رغم تقديم حكيم زياش لأفضل مواسمه في الملاعب على الإطلاق، بعد أن قاد فريقه أياكس أمستردام الهولندي لتحقيق الثنائية المحلية، وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب أعتى أندية القارة العجوز، إلا أن أداء “المايسترو” لم يرق للمستوى المطلوب في كأس الأمم الإفريقية 2019، التي تحتضنها مصر إلى غاية 19 يوليوز المقبل، رفقة المنتخب الوطني المغربي، الأمر الذي جعل البعض ينتقده بشدة.
صحيح أن زياش لم يقدم ما كان الجمهور المغربي ينتظره منه، ولكن لا يجب أن ننسى ما قدمه اللاعب مع المنتخب، فلم يمر زمن طويل على تأهل “أسود الأطلس” لكأس العالم 2018 بروسيا، لأول مرة منذ 20 عاما، حيث كان لحكيم “الحكيم”، دور بارز في هذا الإنجاز، بعدما قاد العناصر الوطنية لسحق مالي بسداسية وضرب الغابون بثلاثية والفوز على كوت ديفوار في عقر دارها بثنائية.
في الحقيقة أنا لا أتفق مع منتقدي حكيم لسببين اثنين: الأول، أن أي لاعب يمكن أن يمر بمرحلة فراغ، ولكنها تمر بسرعة، وأعطيكم مثال الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي يخوض حاليا رفقة منتخب بلاده بطولة “كوبا أمريكا”، حيث لم يظهر بالمستوى المطلوب، وطالته عدة انتقادات، لكن “مكره الكروي” لا يؤتمن، حيث أن البرعوث يمكن أم يقلب نتيجة أي مباراة وفي أي لحظة، وهذه طبيعة اللاعبين الكبار. والسبب الثاني، هو أن زياش لم يكن سيئا لتلك الدرجة، فقد قدم أداء جيدا في المباراة الأولى وكان أفضل العناصر الوطنية بالرغم من تتويج بوصوفة بجائزة رجل المقابلة، ويمكن لزياش أن يقدم أداء أفضل بكثير بعد تعوده على الأجواء بمصر، وأنتظر أن يعود في الموعد المقبل.
ومن جهة أخرى، علينا أن نكون سعداء بـ”أسود الأطلس”، فزياش لم يظهر بمستواه ورغم ذلك نجح المنتخب في الوصول إلى شباك الخصوم، وهذا ما لم يحدث في المباريات الرسمية السابقة في تصفيات كأس العالم 2018 وتصفيات “كان 2019″، التي انضبطت لقاعدة “يغيب زياش تغيب الحلول”، وهذا أمر يدعو للسرور، بأن تكون كل عناصر “الأسود” في المستوى المطلوب، كما أن حكيم يمكنه أن يظهر في أي لحظة، وظهوره بمستواه يعني تحسن كبير على المستوى الهجومي.
واثق كل الثقة من أن “حكمة” حكيم، ستظهر في الأدوار المقبلة، وسيكون له دور حاسم في قيادة المنتخب المغربي للمراحل المتقدمة، وطبعا لا أقول أنه سيكون وحيدا، فالمجموعة التي يتوفر عليها المنتخب الوطني، أثبتت في المباريات الثلاث بالدور الأول، أنها منسجمة وقادرة على إيجاد الحلول، وسيضيف زياش الكثير حين يعود لمستواه، فالأسد يمرض ولكنه لن يموت، وسيشفى في الوقت المناسب.
الروح الوطنية هي العامل الأساسي لتقديم أي لاعب الأداء القتالي على أرضية الملعب، وزياش الذي رفض تمثيل المنتخب الهولندي رغم كل الإغراءات والضغوطات التي مارسها الإعلام ولاعبو “الطواحين”، مفضلا حمل قميص “أسود الأطلس”، يملك منها الكثير، إلى جانب المهارات الفنية، وهما أمران مهمان لتقديم زياش الأفضل.
حكيم الذي ذرف الدموع في مباراة كوت ديفوار، بالرغم من أن “أسود الأطلس” فازوا بها، _لقد ذرف الدموع_ لأنه لم يقدم ما انتظرته منه الجماهير المغربية، والذي رغم غضبه لخروجه في مباراة أمس أمام جنوب إفريقيا، إلا أنه احتل بكل سعادة بهدف امبارك بوصوفة المتأخر، سيكون في الموعد يوم الجمعة المقبل، ومتأكد من أنه سيقدم الكثير في المباراة وسيظهر بشكل مغاير عن دور المجموعات.