الشارع المغربي يهتز فرحا مع المنتخب الجزائري تحت شعار “خاوة خاوة “
جدل قديم-جديد يطفو للسطح في كل مناسبة رياضية تشهد مشاركة منتخبات تعرف بلدانها صراعات سياسية سواء كانت علنية أو خفية , حيث ينقسم عشاق كرة القدم بين مشجع لهذه المنتخبات أو مشجع لخصومها ليتحول الجمهور لكرة متقاذفة تصبّ الزيت على النار , أو تلعب دور الإطفائي وتخمد نار الحقد بين الشعبين .
وجاءت كأس أمم إفريقيا لتعزز علاقة الشعبين المغربي والجزائري , حيث اجتمعت الجماهير المغاربية التي تنقلت لتشجيع منتخبات بلادها على تطبيق مقولة , “أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ” , حيث أن النسخة 32 من كأس الأمم الإفريقية والتي تستضيفها مصر عرفت تقارب كبير بين الجماهير المغربية والجزائرية والمصرية , فالجماهير المغربية حجت بأعداد غفيرة لمساندة محاربي الصحراء , في الوقت الذي لم تكف الجماهير الجزائرية عن تشجيع أسود الأطلس .
ورغم إقصاء المنتخب المغربي من كأس أمم افريقيا , الا أن الجماهير التي تنقلت لبلاد الكنانة أصرت على البقاء وتشجيع المنتخب الجزائري رافعة شعار ” خاوة خاوة ” وهو نفس الشيء الذي قامت به الجماهير المغربية التي تابعت مباريات أبناء بلماضي عبر شاشات التلفاز وفي المقاهي , حيث كانت تتفاعل مع كل هجمة للمنتخب الجزائري وتحتفل بكل هدف يسجله , لدرجة أنك تعتقد لوهلة ان المنتخب المغربي لا زال يصول ويجول في ملاعب القاهرة .
وعكس السنوات الماضية لم نعد نرى تلك الإسقاطات السياسية على مباريات كرة القدم , كما أن الشعب الجزائري الذي أطاح ببوتفليقة ورفض بقاءه لولاية جديدة أصبح يعي جيدا أن الصراعات السياسية لا يمكن أن تفسد علاقة شعبين شقيقين تربطهما أواصر الأخوة والمصاهرة .