البوشماوي يقود مؤامرة تونسية لتشويه صورة المغرب إفريقيا
عقب إقصاء منتخب “نسور قرطاج” من بطولة كأس الأمم الإفريقية بعد هزيمته أمام نظيره السنغالي، بهدف نظيف، تحركت الآلة الإعلامية التونسية، واتهمت المغرب بالوقوف وراء هذه الخسارة بعد التأثير على الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما لإلغاء ضربة جزاء لصالح منتخب “تونس” في الشوط الإضافي الثاني!
يبدو أن الخبث التونسي الذي يقوده طارق البوشماوي، إمبراطور الفساد وأحد بقايا العهد السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بقيادة الكاميروني عيسى حياتو، لم يستح.. لذلك صنع ما شاء.. واتهم المغرب بإقصاء تونس من بطولة كأس أمم إفريقيا، بالرغم من أن ركلة الجزاء التي أعلنها الحكم وألغاها بعد العودة لتقنية الـVAR، ليست صحيحة، حسب الخبير التحكيمي لشبكة “بي إن سبورت” القطرية، المصري جمال الشريف.
مباشرة بعد نهاية المقابلة بفوز “أسود التيرانغا” الذين كانوا مرشحين فوق العادة للتتويج بالبطولة، حتى قبل انطلاق “الكان”، عكس “نسور قرطاج” الذين لم يحققوا سوى انتصار وحيد في النسخة الحالية من البطولة، بالرغم من وقوعهم في مجموعة سهلة نسبيا، وكان على مدغشقر في ربع النهائي. أشارت أصابع الإعلام التونسي بشكل أقل ما يقال عنه أنه “ساذج”، إلى التأثير المغربي عبر رضوان جيد الذي كان داخل غرفة الـVAR، على قرار الحكم تيسيما.
لم يمض وقت طويل على سعي البوشماوي لمعاقبة فوزي لقجع، عبر لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي، حتى بدون عقد لقاء! حيث عمد مهندس الفساد في الجهاز القاري إلى تحريك أصدقائه المستفيدين من استمرار “اللعب داخل المؤسسات”، من أجل إدانة لقجع ومعاقبته بتهمة واهية، تتعلق باعتدائه على الحكم تيسيما، الذي حرم التونسيين من ضربة جزاء، في مباراة “الأمس” بتحريك مزعوم من المغاربة! وأمر آلاته الإعلامية بنشر خبر معاقبة فوزي على نطاق واسع! قبل أن يتبين فيما بعد أنه لا يوجد أي شيء رسمي، بل لم يكن لقجع حاضرا ولا رئيس “الكاف”، بل كشف مسؤولون بالاتحاد أن الاجتماع لم يعقد أصلا!
ولنعد قليلا إلى الوراء، إلى التهمة الموجهة لفوزي لقجع، وهي اعتداؤه على الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، بعد نهاية مباراة نهضة بركان والزمالك المصري في إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والذي يعرف القريب قبل البعيد، أن الاتحاد الإثيوبي أحد الحلفاء القريبين من البوشماوي، وكان الأخير وراء إجبار الأول على التقدم بشكوى ضد رئيس الجامعة الملكية المغربية.. وما دمنا في دنيا “يوم لك ويوم عليك”، فلم يمر وقت طويل حتى عاد تيسيما ليكون وراء إلغاء ضربة جزاء رآها التونسيون صحيحة، ولكن هذه المرة لم يتم اتهام الحكم كما سبق وفعلوا مع الغامبي بكاري غاساما، قبل إياب نهائي دوري الأبطال، لأنه من اتحاد “عزيز على القلب”، بل وجهوا اتهاماتهم إلى المغربي رضوان جيد، الذي كان ضمن طاقم غرفة الحكم المساعد خلال لقاء تونس والسنغال ولم يكن عنصرا رئيسيا، ولا يخفى على الهاوي في القانون قبل الخبير، أن الحكم الرئيسي هو صاحب القرار الحاسم حتى بعد العودة لتقنية الـVAR، ولا دخل لمساعديه في اتخاذ القرار أبدا.
لا أحد منا نسي ما فعله البوشماوي، في النسخة الماضية من دوري أبطال إفريقيا، بعدما عمل على معاقبة الأهلي المصري بعد الأحداث التي شهدها ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا في الموسم الماضي، والذي عرف أخطاء للحكم الجزائري مهدي عبيد، صبت في صالح “نادي القرن”، غير أنها لم ترق إلى مستوى معاقبة رأس حربة الفريق المصري، الدولي المغربي وليد آزارو، والذي كان لغيابه عن لقاء العودة الذي فاز به “الترجي” بثلاثية نظيفة، تأثير كبير.
وقد شهد شاهد من أهلها في وقتها، حين كشفت وسائل إعلام تونسية، أن البوشماوي، هو من أثر بشكل واضح، على قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، القاضي بمعاقبة لآزارو بالإيقاف لمباراتين، إلى جانب تغريم الأهلي بمبلغ 20 ألف دولار، ناهيك عن فك الحظر عن جماهير الترجي، القرار الأخير الذي كان له تاثير كبير على نتيجة الإياب، والتي خولت للفريق التونسي التتويج بلقب دوري الأبطال، بعد أن قام مسؤولوه وبغطاء قانوني من البوشماوي، بتعطيل الVAR، للتستر على فضائح التحكيم.
وكان عراب الكرة التونسية، ومهندس خبثها، وراء تعيينات عدد من الحكام في البطولة الحالية، خاصة تكليف الغامبي بكاري غاساما، بإدارة مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، والتي جمعت بين الترجي ومازمبي الكونغولي، وانتهت بفوز أصحاب الأرض بهدف نظيف، كما كان وراء تعين المصري جهاد جريشة، لقيادة موقعة الوداد والترجي في ذهاب نهائي البطولة، والتي انتهت بالتعادل، بعد قيام الحكم الذي يكرر زياراته لتونس باستمرار، حيث تعتبر بلده الثاني، بإلغاء هدف صحيح للوداد، كما تغاضى عن إعلان ركلة جزاء واضحة، كان سيترتب عنها بطاقة حمراء للاعب الترجي، بعد تصديه للكرة بيده أثناء توجهها نحو الشباك.
ولم يتوقف عبث البوشماوي البالغ من العمر 56 سنة، في الاتحاد الإفريقي عند هذا الحد، بل زاد ليهدي اللقب الرابع ل”سرطان الكرة التونسية” كما يحلو لبعض النزهاء التونسيين تسميته، والذي اعتاد على التتويجات التي تشوبها الكثير من الفضائح، حيث عمد هو وزبانيته إلى تعيين الغامبي بكاري غساما، وتحريك آلته الإعلامية من أجل الترويج لأن “غاساما”، يخدم مصالح الكرة المغربية، من أجل تغليط الرأي العام، وحجبه عن الواقع، والذي توضح بما لا يدع مجالا للشك، على أرضية ملعب “رادس”، أن الأمر لا يعدو كونه فقاعة لحجب ما أمر مساعده السنغالي جبريل كامارا، بفعله، كيف لا وهو الذي رفع الراية معلنا عن تسلل، ليتم إلغاء هدف صحيح للوداد، قبل أن يعلن عن انتهاء المقابلة من “الكاف” وبضغوط من البوشماوي، ويمنح اللقب للفريق التونسي.
كما مارس البوشماوي ضغوطه على لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الإفريقي، لتقرر معاقبة لاعبي الصفاقسي بالإيقاف من مباراتين إلى 6 في أقصى تقدير، بالرغم من أنهم عاثوا فسادا في الملعب البلدي ببركان، في إياب نصف نهائي كأس “الكاف”، وقاموا بالاعتداء على رجال الأمن، والطاقم التحكيمي، حيث وثق ذلك بالفيديو، وظهر النادي وبعض مسؤوليه إلى جانب اللاعبين يضربون الحكم بكل وحشية، وهذا لا يمكن أن يحدث في اتحادات تعطي للقانون هيبته وتجعله فوق الجميع ويعاقب فاعلوه بالإيقاف لمباريات معدودة فقط!
ومن المؤكد أن الكرة الإفريقية التي تحقق أسوأ النتائج عالميا على جميع المستويات، ستواصل سيرها على نفس الطريق، في حال استمرار خبثاء مثل البوشماوي في الجهاز التنفيذي للمؤسسة الوصية على كرة القدم بالقارة السمراء، خاصة وأن الشخص جعل من الاتحاد الإفريقي مرتعا للتونسيين، عبر قرارات توضح حجم التسيب الذي تشهده المنظمة الكروية، والتي فجرت فضيحتها الكبرى مباراة إياب نهائي دوري الأبطال بين الوداد والترجي.
بطبيعة الحال فالمستفيد من استمرار الفساد داخل جهاز الاتحاد الإفريقي لن يعجبه ما يقوم به الملغاشي أحمد أحمد رئيس “الكاف” ونائبه المغربي فوزي لقجع، لذلك يسعى، وأقصد هنا البوشماوي، إلى تشويه صورة رئيس الجامعة بكل السبل، ومحاولة إيقاف ثورته الإصلاحية داخل الجهاز القاري، من أجل إضعاف الملغاشي وإسقاطه فيما بعد، لذلك نحن نرى، ومن رأى ليس كمن سمع، كيف تتلقف وسائل الإعلام التابعة بطريقة غير مباشرة للبوشماوي، كل خبر سيء عن فوزي وتنشره كالنار في الهشيم، وتسعى لتشويه صورة المغرب ككل في عهد رئيس الجامعة لقجع.
البوشماوي الذي ما يزال يملك سلطة داخل الاتحاد الإفريقي، ويواصل نثر ملياراته على بعض الاتحادات لتستمر في دعم “فساده”، يسعى لإضعاف لقجع وإبعاده بكل الوسائل عن مراكز القرار باتحاد القارة السمراء، من أجل أن يفتح الطريق لنفسه، للترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي، و”فساد وخبث” عهد عيسى حياتو، والتي كان يتوج فيها بالألقاب من يدفع أكثر، وليس من يلعب أفضل.. النهج الذي حاول ويحاول كل من أحمد رئيس “الكاف” ورئيس “الجامعة” إلى القطع معه بشكل نهائي وجعل الكرة الإفريقية تسير في طريق التطور للحاق بباقي الاتحادات الكروية العالمية، والتي تفوقت بشكل كبير على “إفريقيا”، بسبب استمرار أمثال “الخبيث طارق” داخل الدهاليز.