نهائي أمم إفريقيا.. بين سحر محرز وصلابة ماني
كان من المنطقي أن ينحصر نهائي أمم إفريقيا 2019 في نسختها الـ32 المقامة في مصر، بين المنتخبات التي بها أسماء نُجوم رشحت لعام 2018 لنيل لقب أفضل لاعب إفريقي. وهؤلاء هم المصري محمد صلاح وزميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني، ثم لاعب مانشستر سيتي رياض محرز. واستقر اللقب عند محمد صلاح، لكنه وعلى عكس كل التوقعات خرج من السباق بخروج منتخب بلاده من البطولة على أرضه، بينما صعد ماني ومحرز إلى النهائي.
وبعد أن أنهت السنغال الحلم التونسي وأقصت “نسور قرطاج” من المسابقة القارية (1-0)، استطاع لاعب مانشستر سيتي رياض محرز تحقيق “الإنجاز التاريخي”، على حد وصف الصحافة الجزائرية صباح الاثنين (15 يوليو/ تموز)، فقاد “الخضر” إلى نهائي 19 من يوليو/ تموز، في خطوة لم تحققها الجزائر منذ لقبها الوحيد على أرضها عام 1990.
وبالنسبة لمحرز فإن هدف الفوز أمام نيجيريا (2-1) عندما كانت مباراة نصف النهائي تلفظ أنفاسها الأخيرة، هو”الأكثر أهمية”، منذ انضمامه إلى صفوف منتخب بلاده في عام 2014. وهكذا تحول محرز إلى بطل قومي، بل إلى “فخر العرب”، كما أراد بعض رواد تويتر تسميته نكاية بوسم سابق أطلقه عشاق المصري محمد صلاح على مهاجم “الريدز”.
وللمفارقة فإن رصيد محرز من الأهداف في هذه البطولة بمجموع ثلاثة أهداف هو ذات رصيد منافسه، “فخر” المنتخب السنغالي ساديو ماني. الأخير كاد أن يعزز رصيده إلى خمسة لولا ركلتي الجزاء اللتين اهدرهما في مباراتي كينيا وأوغندا، وهو ما دفعه إلى الانسحاب من تسديد ركلات الجزاء (بما في ذلك ضربة الجزاء في مباراة تونس)، وفق ما نقلت عنه الأسبوع الماضي صحيفة “الإندبندت” البريطانية، وتابعت أنه عند عودته إلى ليفربول سوف يتدرب بشكل مكثف على تسديد ركلات الجزاء.
ومن الوارد جدا أن تكون ركلات الترجيح الكلمة الفصل في تحديد الفائز في مباراة النهائي، بين “محاربي الصحراء” و “أسود التيرانغا”، التي لم تفز يوما باللقب القاري منذ بلوغها النهائي للمرة الأولى في مالي عام 2002، عندما حلت وصيفة للكاميرون بركلات الترجيح.
ولا يشكل رصيد الأهداف أوجه الشبه الوحيد بين الاثنين، فكلاهما تعلق عليه آمال شعبية كبيرة، وكلاهما يريد إدخال الفرحة على جمهوره.
بيب غوارديولا أصرّ في موسم 2016 على التعاقد مع لاعب ليستر سيتي، في صفقة جعلت من رياض محرز الأغلى عربيا في الدوري الإنجليزي بقيمة 65 مليون يورو. ومنذ وصوله إلى الفريق توج محرز بجميع البطولات الممكنة بما في ذلك الثلاثية التاريخية المحلية في موسم واحد، بعد حصد الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية وكأس الاتحاد الإنجليزي.
في المقابل يجب التنويه أيضا إلى أن محرز غاب عن المشاركة كأساسي في معظم مباريات الموسم مع مان، وبلغ مجموع مشاركاته 44 مباراة، تمكن فيها من تسجيل 12 هدفا، وصناعة مثلها.
أما ماني نجم ليفربول، فقد قال عنه مادي توري، مؤسس أكاديمية “غينيريشن فوت” في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، إنه يمتلك أشياء قد لا يمتلكها الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا. وهذه الأكاديمية هي التي علمت ساديو ماني، الابن لإمام مسجد في قرية نائية في السنغال، فنون كرة القدم.
وعلى درب محرز، ترك ماني بدوره بصمة تاريخية في سوق انتقالات اللاعبين الأفارقة وقتها حيث انتقل إلى ليفربول مقابل 34 مليون جنيه إسترليني ليتجاوز بهذا الرقم القياسي السابق الذي كان من نصيب الإيفواري ويلفريد بوني، الذي انتقل من سوانزي سيتي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في كانون الثاني/ يناير 2015 مقابل 28 مليون إسترليني.
وماني حاز مع ليفربول، وقبله أيضا عددا من الألقاب الفردية، قبل أن يتوج مسيرته في الموسم المنصرم بلقب دوري أبطال أوروبا إضافة لاحتلال ليفربول المركز الثاني في الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي.
و.ب (وكالات)