الصحف الجزائرية تتغنى بـ”البرغماتي” بلماضي
أثنت الصحف الجزائرية، السبت، على منتخبها الوطني، لاسيما مدربه جمال بلماضي، الذي “دخل التاريخ” بعد قيادته محاربي الصحراء الجمعة الى لقب ثانٍ في كأس الأمم الإفريقية بعد انتظار 29 عاما.
وتوج الجزائريون مساء الجمعة بلقب نسخة 2019 من البطولة التي أقيمت في مصر، بفوزهم على السنغال 1-صفر على ستاد القاهرة الدولي، ليحرزوا نجمتهم الثانية بعد تتويجهم على أرضهم عام 1990.
وينسب إلى بلماضي، الذي تولى تدريب المنتخب في أغسطس 2018، الفضل في مصالحة الجزائريين مع اللقب.
ففي خضم الحراك السياسي الذي تشهده البلاد منذ أشهر، منح النجم السابق ولاعبوه شعبهم فرحة اللقب بعد بطولة أجمع فيها النقاد على أن الجزائر قدمت المستوى الأفضل خلالها.
وعنونت صحيفة “الخبر” على صفحتها الأولى “جابوها الرجّالة” و”كتيبة بلماضي تهدي الثانية للجزائر”، مرفقة ذلك بصورة جماعية للمنتخب بعد تسلمه الكأس، وأخرى للاعبين يحتفلون مع بلماضي.
ورأت الصحيفة أن الجزائريين آمنوا “بقدرة بلماضي على قيادة الجزائر إلى تتويج طال انتظاره، مما جعلهم ينتقلون بقوة إلى مصر في النهائي من أجل مساندة المنتخب وتقاسمه فرحة التتويج”، في إشارة إلى آلاف المشجعين الذين سافروا خصيصا إلى العاصمة المصرية لمتابعة المباراة النهائية.
وذكرت صحيفة “الشروق” بتصريح لبلماضي لدى توليه مهامه خلفا للنجم السابق رابح ماجر صيف العام الماضي، عندما قال “قد تقولون عني إني مجنون ولكنني أريد التتويج بكأس أفريقيا”.
وعقّبت “دخل بلماضي تاريخ المنتخب الوطني من الباب الواسع، حيث تمكن من تحقيق ما عجز عنه كل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية منذ الاستقلال”.
كذلك، أعادت صحيفة “الوطن” الصادرة بالفرنسية التذكير بتصريح آخر لبلماضي مطلع يونيو، حيث قال “لدينا طموح الفوز بالكأس الأفريقية”، مضيفة “بلماضي أعلنها صراحة قبل 50 يوما، وها هو قد أثبت أن طموحه لم يكن مبالغا فيه”.
أما صحيفة “المجاهد” الحكومية فوصفت بلماضي بالشخص “البراغماتي”، الذي يحسن التمييز بين “الطيب والخبيث” و”بين العمل والكلام بلا معنى”.
وكان بلماضي قال من جهته بعد المباراة “أشعر بأنني سعيد جدا، لكل بلادنا، لشعبنا الذي كان ينتظر النجمة الثانية منذ وقت طويل جدا. أول بطولة أمم أفريقيا نفوز بها خارج أرضنا، الأمر مذهل، خاصة بالنظر إلى المكان الذي أتينا منه. تسلمت (في صيف 2018) فريقا في وضع صعب فعلا. التربع على عرش أفريقيا في فترة 10 أشهر أمر رائع. ربما أنا متعب بعض الشيء، ومن الصعب إظهار مشاعري، سأدركها في وقت لاحق بمجرد أن نرتاح بعض الشيء”.
وتابع “قلت أننا سنشارك في أمم أفريقيا من أجل الفوز بها. كنت أرغب في البعث برسالة قوية إلى اللاعبين، لأقول لهم إنني أنخرط في مشروع قوي. الألقاب هي ما يهمني. في مؤتمري الصحفي الأول سئلت عما إذا كانت هذه البطولة انتقالية. كلا، نحن هنا (أحرزنا اللقب)”.