القرينة الكحلة لا تخيف أحمد أحمد
في الوقت الذي أجمعت فيه الدول العظمى والاتحادات القارية على ايقاف أو تعليق منافساتها الرياضية ومنعت جماهيرها من ولوج الملاعب، خوفا من تفشي فيروس كورونا القاتل , أبى رئيس الإتحاد الإفريقي أحمد أحمد إلا أن يدس رأسه وسط الرمال غير مبالي بخطورة الوضع الصحي في القارة السمراء , والتبعات الخطيرة التي يمكن أن يتسبب فيها تنظيم بطولات في هذا التوقيت الحساس .
ورغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية والتي أكدت أن كورونا المستجد كوفيد 19، أصبح وباء عالميا ومن الصعب السيطرة عليه , إلا أن الكاف تصر على إجراء المباريات القارية وتنظيم كأس إفريقيا للمحليين , مما يعني أن كورونا أو “القرينة الكحلة ” كما يحلو للمغاربة تسميته لا يرعب أحمد أحمد , وأن سلامة الجمهور واللاعبين هي أخر ما يطمح له , بحيث أن إلغاء أي تظاهرة قارية أو تأجيلها لموعد لاحق سيكبد الإتحاد الإفريقي خسائر مالية كبيرة , بسبب حقوق البث والمستشهرين …
لقد كانت رسالة منظمة الصحة العالمية واضحة وصريحة , وهي ” أن العالم ليس مستعدا لمواجهة انتشار الفيروس، سواء من الناحية النفسية، أو المادية، ووجهت تحذيرات متكررة للإنسانية جمعاء “عليكم أن تكونوا مستعدين للتعامل مع هذا الوباء على مستوى أوسع، ويجب أن يحصل ذلك بأقصى سرعة”.
وكان المغرب سباقا لإعطاء دروس في احترام سلامة المواطنين والأفارقة عندما طالب بتأجيل كأس أمم إفريقيا 2015 بسبب تفشي فيروس ايبولا آنذاك , وهو ما دفع رئيس الكاف السابق عيسى حياتو ليقيم الدنيا ولا يقعدها , ويعاقب المنتخب المغربي بالحرمان من المشاركة في نسختين من الكان , قبل أن تعيد محكمة التحكيم الرياضي الاعتبار للمغرب باعتبار القرار الذي اتخذه سليما , مما عجل بتكوين حلف استطاع تخليص الكاف من فساد الكاميروني عيسى حياتو ومن أتباعه .
كما أن المغرب يسير في اتجاه الانسحاب من كأس إفريقيا للمحليين والمزمع إقامته بالكاميرون بداية من الشهر القادم , وتعليق الأنشطة الرياضية لأجل غير مسمى , الشيء الذي سيضع الكاف في موقف حرج , وسيدفع العديد من الاتحادات الأخرى لحذو حذو المغرب .
فهل سيستفيد أحمد أحمد من أخطاء سلفه , ويجنب إفريقيا كارثة يمكن أن تعصف بعدد كبير من سكانها , خاصة وأنها قارة نخر جسدها المستعمر، وتستحق شعوبها الحياة وأن تنعم بالصحة .