أولتراس “عسكري” تتبرع بالدم.. وتعزي أسر ضحايا فيروس “كورونا”
حرصت أولتراس عسكري، الفصيل المساند لفريق الجيش الملكي على تنظيم حملة للتربع بالدم، وذلك في ظل الخصاص الذي تعرفه مراكز تحاقن الدم خلال الفترة الحالية التي يحارب فيها المغرب انتشار فيروس “كورونا” المستجد.
وعلى هامش نشاطها، خرجت المجموعة ببلاغ رسمي تكشف من خلاله التفاصيل، وجاء فيه ما يلي :
“قامت المجموعة كما هو معهود عليها بحملة للتبرع بالدم، في ظل الخصاص الذي تعرفه مراكز تحاقن الدم في هذه الظرفية بعدما تم تراجع عدد المتبرعين و وسط إستغاثة المهددين و المرضى المحتاجين للتبرع. المجموعة ما كان عليها سوى تلبية النداء و لو لسد نسبة قليلة من الخصاص إيمان منها بالعمل التطوعي و المواطنة الحقة خدمة للوطن و المواطنين. و لتفادي الإكتظاظ و التجمعات ناشدت المجموعة جميع أبنائها لمحاولة الإنتشار عبر العديد من مراكز التبرع و بأعداد قليلة قصد مواصلة حملة التبرع في قادم الأيام.
ربما حالة الطوارئ أزالت الستار عن بعض الممارسات و الأعراف، و ما رصدته العدسات من تصريحات توجع القلب و توثيق وقائع و أحداث تطرح أكثر من علامة إستفهام كنا نتوهم أنها إنتهت يوم 2 مارس.
غالبية الشعب المغربي كما يعلمه الجميع يعيش الفقر بمعانيه الحقيقية تجعلهم يكافحون من أجل لقمة عيش شريفة لهم و لأبنائهم. في هذه الظرفية بعدما تم تعليق جميع النشاطات التي تشكل مصدر القوت اليومي بنسبة كبيرة للأسر المغربية، دفعت العديد من مواصلة أعمالهم المعتادة أو القيام ببعض الأنشطة غير التي يحترفونها ذلك كله لهدف ضمان لقمة عيش لا غير، و بما أن سجلات و لوائح ‘الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي’ لا تتضمن إلا فئات قليلة من هبت عليهم رحمة أرباب العمل.
في هذه الظرفية بالذات يجب التجرد من بعض السلوكات التي تشكل ماضي أسود مع ما خلفته من مآسي و أحزان، لغة القمع و الإضطهاد غير صالحة أبدا لهذا الزمان و لن تجدي نفعا بقدر ما يمكن أن تساهم في إحتقان قد يسير بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه، الشطط في إستعمال السلطة قد يؤجج الأوضاع أكثر ما يمكنه أن يساعد على فرض حالة الطوارئ الصحية، و على الجهات الوصية التواصل من أجل التوعية و إيجاد الحلول بطرق و كيفيات تحفظ كرامة المواطن المغربي و عدم إستعراض العضلات أمام الكاميرات و التباهي بإنجاز الإستبداد على حاملي نفس الهوية و الجنسية، فالأجهزة المعنية اليوم مطالبة بإحصاء جميع الأسر المعوزة لتقديم لها الدعم بإستغلال ‘صندوق تدبير جائحة كورونا’. الأزمة الحالية لا يمكن أبدا أن تجبرنا على عدم الحديث عن هذه الأفعال و محاربتها لهدف تغليب مصلحة المغرب العليا.
في نفس السياق و رغم جل المجهودات و الإجراءات المبذولة، فأعداد الفحوص المخبرية لا تساعد أبدا في الخطة الإستباقية و التدابير الإحترازية لحصر الفيروس، ما يقارب الشهر عن ظهور أول حالة لا زالت الأجهزة الطبية لم تتجاوز رقم 1500 حالة فحص على المستوى الوطني ما يوحي بالخصاص المهول الذي يعيشه الميدان الصحي من أطر و معدات، نحن الآن في حرب ضد الزمن و في نفس الوقت ضد الوباء و إن إستمرت وتيرة الفحوصات بهذه الكيفية قد يتأزم الوضع أكثر و تستمر حالة الطوارئ إلى ما بعد 20 أبريل.
هي مرحلة تاريخية نأمل في أن يتم تدوينها بحبر الروح الوطنية و الإيمان بالمسؤولية بين جميع أطياف هذا الكيان، هو درس قبل أن ينعت بالأزمة في عمقه تتجلى صور تلاحم صرح إجتماعي بمختلف أعماره و طبقاته، كما نهيب لجميع المواطنين بمختلف أطيافهم إلى الوعي بخطورة الظرفية الراهنة و البقاء في المنازل و عدم الخروج إلا في حالة الضرورة القصوى لتفادي هذا الكابوس بنجاح. جميعنا أبناء الوطن الواحد لنا الغيرة عليه و نسعى دائما بأن لا يصيبه أي مكروه أو داء، ففي الأزمات تظهر المعادن الأصيلة و عندها تكون الضرورة ملحة لإعادة إحياء علاقة الثقة بين المواطن و السلطة لا مواصلة توسيع الهوة.
في الأخير تتقدم مجموعة الألتراس عسكري الرباط بأحر التعازي و المواساة لجميع عائلات ضحايا هذا الوباء، كما تتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين.”