ماذا لو فاز الريال؟
أحمد أزيام
تتجه أنظار عشاق المجنونة المستديرة إلى ملعب “الاتحاد” بمدينة مانشستر مساء اليوم الجمعة ،حيث يحل ريال مدريد ضيفا ثقيلا على المان سيتي برسم إياب ثمن نهائي منافسات دوري أبطال أوروبا التي عادت إلى الحياة بعد شلل أصاب الكرة العالمية لشهور عدة بسبب فيروس كورونا المستجد.
وتجرى المباراة في أجواء أقل ما يقال عنها أنها استثنائية،في ظل سياق عالمي يملؤه الرعب والترقب على أمل إيجاد لقاح يضع حدا لغطرسة الفيروس التاجي الذي اخترق كل مناحي الحياة،وحتم على “الويفا” استكمال ماتبقى من أطوار “سيدة البطولات” وفق برتكول صحي صارم وخلف أبواب موصدة.هكذا، سيكتفي أنصار الناديين بتشجيع فريقهما المفضل وراء شاشات الهواتف المحمولة وداخل المقاهي والبيوت.
على أن كل ذلك لايعني غياب المتعة والإثارة في مباراة “حارقة” أشبه بنهائي قبل الأوان، يجمع بين أقوى هجوم في أوروبا وأفضل دفاع في القارة العجوز.
سمعة الضيف تسبقه إلى سطاد الاتحاد،كيف لا وهو المتمرس،العارف بخبايا “ذات الأذنين” بقيادة المدرب المخضرم زين الدين زيدان.والتاريخ يقول بأن الملكي فريق مرعب، سيما بعد الإنجاز التاريخي الغير مسبوق الذي حققه سنوات 2017،2016 و2018،بتتويجه بالبطولة الأغلى كرويا ثلاث مرات متتالية، ليتصدر قائمة المتوجين برصيد 13 لقبا.وطوال هذه السنين،كانت مدريد بمثابة المقبرة لكبار الأندية العالمية التي سرعان ماتلقي بالمنديل الأبيض أمام “الغول الإسباني”،.
تاريخ أوروبي حافل يوازيه تألق محلي بنيل لقب الدوري من طرف زملاء كريم بنزيمة بعد غيابه عن خزائن النادي لثلاث مواسم،تتويج فتح شهية الفريق بلا شك ،المتعطش للظفر بالكأس الأوروبية ال14 في تاريخه.
وحتى تاريخ المواجهات بين الفريقين،يميل لكفة البلانكو،إذ فاز في 3مباريات مقابل فوز وحيد للسيتي وتعادلين في 6مباريات رسمية جمعت بين الطرفين.
غير أن الضرورة الموضوعية تقتضي الاعتراف بصعوبة قلب الطاولة على أصحاب الأرض،خاصة وأن “السيتيزنز” له أفضلية الفوز ذهابا بهدفين لهدف واحد في قلب السانتياغو برنابيو.وما يزيد الأمر تعقيدا،غياب الكابيتانو سيرخيو راموس أحد ركائز دفاع الريال الأساسية عن النزال بسب طرده في لقاء الذهاب..فمن ذا الذي يستطيع أن يحمي عرين كورتوا من “جشع” مهاجمي السيتي وأهدافهم تتهاطل كالمطر في كل المباريات ؟! لعل آخرها أمام نورويتش في الدوري حيث ضرب رفاق محرز بالخمسة دون نسيان الرباعية التاريخية أمام حامل المجد الأوروبي ليفربول في يوليوز الماضي،ليصبح الفريق أقوى هجوم في أوروبا حاليا بقيادة الثلاثي الماكر خيسوس،أغويرو ورحيم سترلينغ.
سيكون تعادل أو فوز رجال بيب غوادريولا في مباراة الليلة بمثابة الخطوة الأولى نحو معانقة الكأس لأول مرة في تاريخ المارد الأزرق،والخلاص من شبحٍ ظل يسكن نفوس كل المتصارعين…لكن ماذا لو فاز الريال؟!