تألق روسيا … معجزة أم فضيحة ستعصف بالروس والفيفا ؟

حقق المنتخب الروسي مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه على الماتادور الاسباني بضربات الترجيح ليواصل مغامرته في النسخة الحالية من بطولة كأس العالم والتي تدور رحاها في بلاد الدببة روسيا العظمى .

تأهل المنتخب الروسي لدور الربع سبقه تألق في دور المجموعات بعدما فاز على المنتخب السعودي بخماسية مدوية ثم اتبعه بالمنتخب المصري ليسقط في المباراة الأخيرة أمام الأوروغواي بصعوبة , لكن يبقى السؤال المحير يحوم حول السر وراء الأداء الخارق للاعبين بالرغم من عدم خوض المنتخب الروسي لمقابلات رسمية طيلة سنتي 2016 و2017 بحكم عدم تأهله ليورو 2016 وعدم لعبه لمباريات التصفيات المؤهلة للمونديال واكتفائه بعدد محدود من النزالات الودية .

وما يزيد الأمر غرابة هو كون المننتخب الروسي هو أكثر المنتخبات ركضاً منذ انطلاق البطولة، حيث يركض لاعبوه قرابة 116 ألف و596 متراً (116,5 كيلو متر) في المباراة الواحدة، وهو أعلى رقم بين الفرق المشاركة في البطولة , كما أن أكثر 3 لاعبين ركضاً في المونديال حتى اللحظة يلعبون ضمن صفوفه؛ حيث كان المركز الأول من نصيب نجم المنتخب الروسيّ الأول ألكساندر غولوفين، وفي المركز الثاني زميله ألكساندر ساميدوف، وفي المركز الثالث يوجد يوري غازينكسي.

تألق روسيا ... معجزة أم فضيحة ستعصف بالروس والفيفا ؟

وللتذكير فجميع الرياضيين الذين يمثلون روسيا منعوا من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو 2016» بعد اكتشاف برنامج تعاطي منشطات يتم برعاية وحماية الدولة الروسية نفسها ,وبمجرد الاضطلاع على إحصائيات ما بعد مباراة الروس ضد إسبانيا سيتبين لك أن المنتخب الروسي بمعدل أعمار لاعبيه الذي يقارب 30 سنة استطاع الركض لمدة 120 دقيقة قاطعاً مسافة 146 كيلومتراً بينما لاعبو المنتخب الإسباني المحترفون في أكبر أندية العالم كريال مدريد وبرشلونة، قطعوا 137 كيلومتراً فقط رغم أن معدل أعمارهم يناهز 27.8 سنة.

وسبق للاعب فيرناندو ريكسين أن أشار في سيرته الذاتية بعنوان Fighting Spirit, لكمية الحقن والعقاقير التي يتعاطاها لاعبو زينيت والذي حمل قميصه قادما من كلاسكو رينجرز الاسكتلاندي سنة 2006, وزعم ريكسين أن هذه المنشطات لها تأثير «مدهش»؛ مفصلاً “ستمكنك من استعادة لياقتك البدنية بشكل سريع جداً، وستجعلك قادراً على اللعب لمدة 90 دقيقة أخرى في ذات اليوم” .

ويواصل الاتحاد الروسي لكرة القدم إنكاره لوجود برنامج منشطات ترعاه الدولة في كرة القدم. , كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» رفض الكشف عن عدد اختبارات المنشطات التي أجرها على لاعبي منتخب روسيا في كأس العالم بعد البداية المذهلة للفريق حتى الآن , و لم يكشف عما إذا كانت قد أجرى اختبارات للاعبين الروس غير الاختبارات الروتينية التي تتم بعد الانتهاء من المباراة.

وسبق لجريدة أس الاسبانية أن نقلت عن التلفزيون الألماني «ARD» قوله “إن المنتخب الروسي قد تناول المنشطات في كأس العالم 2014، ويستمر في ذلك خلال البطولة الجارية، بل واقتنعوا قناعة تامة أن ذلك ساعدهم أثناء مباراة السعودية التي انتهت بخماسية بيضاء.”
وأضاف التلفزيون الألماني، حسب الجريدة، أن المخابرات الروسية تتدخل لتغطي هذا التحايل لعدم فرض الضرر على الاتحاد الروسي لكرة القدم، وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يقف مكتوف اليدين غير قادر على إثبات ذلك.

هذا وقد منعت روسيا الصحفي هايو زيبيلت من تغطية مجريات كأس العالم بعدما كان أول من تطرق لفضيحة تعاطي لاعبيها لتناول المنشطات برعاية الدولة الروسية , وستكون الفيفا في موقف محرج في حال ما إذا تم كشف تواطئها في فضيحة التغاضي عن تناول المنشطات , لتنضاف لفضائح تقنية الفيديو والتي أثارت جدلا واسعا في هذه البطولة بالرغم من محاولة الجهاز الكروي الأول التأكيد على نجاح هذه التقنية .

لكن حتى يثبت هذا، يتوجب على الجميع تحية المنتخب الروسيّ على ما يقدمه من أداء خلال نهائيات كأس العالم الجارية حالياً على أرضه وبين جمهوره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى