حسنية أكادير وسوء التدبير
عبد العزيز أرجدال : هبة سبور
يعيش نادي حسنية أكادير مرة أخرى على وقع أزمة مالية خانقة، عجز على إثرها المكتب المسير للنادي في تسديد مستحقات اللاعبين وأطقم الفريق والمستخدمين خلال الفترة الأخيرة.
هذه الأزمة التي يتهبط فيها الحسنية ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لأزمة تدبير يعاني منها الفريق السوسي خلال السنوات الأخيرة، إذ ضيع الفريق عشرات الملايين في نزاعاته من مدربين ولاعبين سابقين، بسبب قرارات عشوائية في التعاقد معهم وأيضا في الانفصال عنهم.
لقد صرف حسنية أكادير خلال الموسم الكروي الماضي أزيد من 7 ملايير سنتيم، في وقت لم تتجاوز فيه مداخيل النادي 6 ملايير و600 مليون سنتيم، رغم أن الفريق لم يحقق من النتائج سوى الإقصاء المبكر من كأس العرش أمام رجاء بني ملال وضمان البقاء ضمن قسم الكبار بشق الأنفس في الدورات الأخيرة من الموسم.
لو كان مسؤولو حسنية أكادير يحسنون تدبير ميزانية النادي لنجحوا في بناء فريق قوي ينافس على الألقاب ويحقق لهم إيرادات مالية مهمة من خلال الاستثمار في الشباب، إذ أن الحسنية عودنا خلال السنوات الماضية على تكوين لاعبين مميزين، آخرهم كريم البركاوي، الذي انتقل إلى الدوري السعودي وبات من أفض المهاجمين هناك في الموسم الحالي.
وفي الوقت الذي اشتكى فيه حبيب سيدينو، رئيس نادي حسنية أكادير خلال الجمع العام السنوي للفريق (الذي انطلق قبل أن يؤجل في منتصف الأشغال) –اشتكى- من الأزمة المالية فإن التقرير المالي قال العكس بعدما صرف الفريق أزيد من 7 ملايير، في الوقت الذي لم تكن ميزانيته تتجاوز سقف 4 ملايير سنتيم قبل أربع سنوات من الآن.
الحسنية لا يعاني من أزمة مالية بقدر ما يعاني من أزمة تدبير وتسيير، ومكتب الحسنية مطالب بمراجعة الأوراق وتدبير ميزانية الفريق بعقلانية وبحكامة، لأن هذا النزيف الحالي إذا استمر ستكون عواقبه خطيرة على مسار الغزالة السوسية.