“السْبوعا” في ليلة “المرور المُر” …ويبقى حملا كاذبا
محمد الشمسي
تأهل المنتخب المغربي للدور الثاني في مباراة “المنتخب الضائع” و “الفرص الضائعة”، وواصل الولي الصالح “سيدي زهري” منح بركته للمدرب خاليلوزيتش…
فأمام منتخب يحتل الرتبة 132 عالميا، ولم يلعب كرة القدم إلا في بداية القرن 21 تاهت الأسود في المستطيل الأخضر، تجري وتلهث بلا لعب، تطارد الكرة وتمتلكها حتى إذا قطعت بها نصف الملعب ووصلت بها تخوم مربع الخصم أضاعتها ببلاهة وغباء وسذاجة، لا تعكس “احترافية اللاعبين”…ووقف خاليوزيتش مستسلما عاجزا عن فك شيفرة ضعف منتخبه أمام منتخب أضعف، ولم يجد لحالة تيهان أسوده حلا، والسبب أسباب في الحقيقة، فوحيد أصلا ليس المروض المنشود، فثقافته الكروية “تقادمت” وانتهت صلاحيتها، ثم إنه قد غرته المباريات التي أجراها كلها في المغرب وفي مدرجات فارغة وأمام منتخبات تعاني أمنيا واقتصاديا وعسكريا، ثم إنه بدل أن يستدعي لاعبين أظهروا مهاراتهم في أنديتهم وباتوا حديث الألسن، ويُخرج من انسجامهم فريقا، قصد بلديات دول أوربية وراح يفتش في سجلات الحالة المدنية هناك بحثا عن لاعب تربطه بالمغرب صلة وقرابة من جهة الأم أو الأب أو الجد فيعرض عليه قميص المنتخب المغربي ولو كان لاعبا مغمورا لا يعرفه إلا وحيد وتابعه حجي وكبيرهم لقجع وضابط الحالة المدنية ، يقولون له ” ها العار لما لبس هاد التوني” ، لذلك تفاجأنا بتحطيم المعادلة الكروية التي تقول إن اللعب للمنتخب هو تتويج لعطاء مع النادي، وصار لدينا لاعبون يبدؤون مشوارهم الكروي مع المنتخب المغربي “ديريكت”، دون أن يكون لهم سابق تألق مع أنديتهم بل دون أن يكون لديهم ناديا حتى، بل إن وحيد وحجي ولقجع يؤسسون للاعب الذي لا يلعب إلا في المنتخب، وحين يعود إلى ناديه لا أحد يعرف مهنته هناك، هل هو لاعب كرة أم حامل أمتعة أم جامع كرات؟…لذلك تفاجأنا بلاعبين نكرات في عالم الكرة يلعبون للمنتخب المغربي “نيشان”، وطبعا هذا التأهل بذلك “التساطيح” يؤجل السكتة القلبية…
عموما إذا كان المنتخب المغربي قد مرّ للدور الثاني فإنه كان مرورا مُرّا تجرعناه بمرارة، ونكون بذلك أول جمهور في العالم غاضب من منتخبه رغم أن منتخبه متأهل لثمن النهاية، لأننا نتفرج وأيدينا على القلوب من “شي شوهة يذكرها التاريخ”، ونتفرج ونحن لا نثق في تلك التوليفة ولا في ذلك المدرب ولا في مساعده ولا حتى في فوزي لقجع “اللي عطاها لينا على للشفاوي والسياسة”، ولأننا واثقون أنه منتخب شبيه بحالة “الحمل الكاذب”، ونسأل الله أن “دوك الدراري ميحشموناش”، ويعلموا علم اليقين أنهم يلبسون قميصا هو امتداد لدولة ولشعب، وليس مجرد قميص عُرض عليهم في فندق…