باي باي لالجيري ضحية العسكري والدراجي…
محمد الشمسي
أن يغادر البطل البطولة، وأن يفوز غير المرشح بها ويخرج المرشح منها، فهذا شيء بديهي في قانون كرة القدم، بل إن متعة كرة القدم تتمثل في تمردها على معادلات الرياضيات والفيزياء والكيمياء…
لم يقدم المنتخب الجزائري شيئا يذكر في مقابلاته الثلاث بالكان ، تعادل مباغت في الاولى، ثم تصدع بهزيمة في الثانية، ثم الخسارة الكبرى في ليلة الانهيار الكبير في الثالثة…
لماذا بهت منتخب لالجيري وهو بنصف نجومه فقط فاز بكأس العرب الأخيرة بقطر؟
فعلى مستوى ترسانته البشرية لا سجال في أنه منتخب خلق للانتصار والتتويج، لكن ماذا وقع لجيراننا؟
هناك عاملان اثنان ساهما في فشل المحاربين وتحويلهم الى رهط من المستسلمين، وهذان العاملان هما خارج السياق الرياضي، إنهما النظام العسكري الانقلابي الجزائري الذي ومنذ استيلائه على الحكم سنة1965 على يد كبيرهم العسكري هواري بومدين ضد أول رئيس مدني في تاريخ الجزائر أحمد بنبلة، وهذا النظام يبحث له عن قضية يلهي بها الشعب الجزائري عن مطالبته بتحريره و بمصير ثروته التي لا تظهر نعمتها على شعب مقهور معيشيا، فقد اجتر هذا النظام العسكري الانقلابي علكة قضية عدم الانحياز وتاجر بها مدة فلما أفَلت ركب موجة القومية العربية الاشتراكية فلما أفَلت تطاول على القضية الفلسطينية زاعما تحريرها وهو نظام يحتل بلده ويستنزفها، فلما أفلت عاد لجاره المغرب مختلقا له ورما خبيثا ومتحمسا لتقطيع أرضه والتسلل الى مياه الأطلسي بأطروحة فاضحة مفضوحة، ولما أفَلت وتواصل الحراك الشعبي الذي نعت النظام العسكري بالعصابة، ويطالبه بالمحاسبة والرحيل ويقول له بفصيح اللسان” تنحاو كاع” انقض الانقلابيون على المنتخب الجزائري وارادوا أن يحولو مجده إلى قماش يمسحون به دنسهم ورجسهم واستغلال كل انتصار له ليحققوا به شرعية ويجعلوا منه عقارا منوما أو مسكنا للشعب، دون إغفال استعداء المغرب وشيطنته للتنفيس من كربهم وحصارهم، لذلك شاهدنا كيف أن الرئيس تبون شخصيا ومعه القيادة العسكرية الانقلابية حرصوا على دعم لالجيري بتدوينات ورسائل مباشرة، وحمّلوهم ما لا يطيقون، معتقدين أن المحاربين قد يكررون نصرهم في الكاميرون كما فعلوا في قطر، فكانت خطة مكشوفة نهجتها الأنظمة الشمولية والعسكرية والانقلابية من ذي قبل ولم تجن منها غير الخزي، وللإشارة فقط فجميع رؤساء الجزائر هم عسكريون خريجو الثكنات باستثناء “تبونهم” الأخير فهو مادة مدنية من صنع عسكري.
وأما السبب الثاني في هزيمة المنتخب الجزائري فهو ذلك المعلق المعتوه المدعو حفيظ الدراجي الذي لم يحفظ لسانه من قول السوء والدخول في معارك افتراضية تقوم على الدعاية للعسكر وربط حماس شباب المنتخب بالولاء للانقلابيين، هذا المعلق ولا أقول الصحافي عمله ليس فنيا ولا مهاريا بل هو مجرد صارخ ومغوت ومحيح بأعلى صوته يتتبع كرة القدم وهي تنتقل من لاعب لآخر، وهي مهمة هناك من يحولها لقاعدة بيانات فيبذر من خلالها المنافع والفوائد وهناك من يجعل منها منصة للميز العنصري وتفريغ الاحقاد والاستعلاء ونفيخ الريش على الخاوي، وذلك ديدن صاحبنا الذي استغل جاه وسلطان قناة رياضية عالمية ليمرر خطابا لا رياضيا ولا عالميا.
على العسكري ومعه الدراجي أن يعطيو التيقار لمنتخب لالجيري، فلا يحرمون الجماهير من مهارات لاعبيه، ولا يخلطوا الرياضة بالسياسة، فهما كالماء والزيت تعيا متخلط ولكن لن يقع الانسجام والاندماج.