شغب الملاعب والمقاربة الأمنية
عبد العزيز أرجدال : هبة سبور
عاد شغب الملاعب ليطل علينا من جديد بعد أيام قليلة على سماح الحكومة المغربية بعودة الجماهير إلى الملاعب بعد سنتين من الحظر بسبب جائحة فيروس “كورونا”، بعدما شهدت مدرجات ملعب مولاي عبد الله أحداثا دموية انتقلت إلى أرضية الملعب وامتدت إلى المحيط الخارجي للملعب بعد نهاية المباراة التي خسرها الجيش الملكي بميدانه أمام ضيفه المغرب الفاسي بهدفين دون رد، لحساب سدس عشر كأس العرش.
لقد خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بجملة من العقوبات الكبيرة في حق فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وقد نال منها الفريق المضيف الجيش الملكي حصة الأسد، بغرامات ثقيلة وعقوبة رياضية كبيرة من خلال حرمانه من جمهوره في جميع مبارياته هذا الموسم سواء داخل أو خارج الميدان، كما تم اعتقال العشرات من المشجعين الذين تورطوا في تلك الأعمال الدموية التي سوقت صورة سلبية عن كرة القدم المغربية وعن سمعة الجماهير الكروية المغربية.
لكن هل يمكن لكل هذه العقوبات أن تضع حدا للشغب في الملاعب ؟ أكيد أن هذه العقوبات ليست حلا لمشكلة الشغب الذي تعرفه الملاعب الوطنية، إذ أننا في حاجة إلى مقاربة أمنية جديدة من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال، التي تبقى محتملة في كل مباراة ذات حساسية، إلى جانب إعادة النظر في طريقة ولوج الجماهير إلى الملاعب الوطنية.
أعتقد أننا أصبحنا في حاجة ماسة إلى اعتماد بطاقة المشجع، من خلال تخصيص شارات للمشجعين، من أجل التعرف بسهولة على هويتهم من طرف رجال الأمن، إلى جانب ترقيم الكراسي ووضع رقم الكرسي الخاص بكل مشجع في تذكرته الخاصة بالمباراة، مع وضع الكاميرات في أماكن تواجد المشجعين لرصد كل التحركات المشبوهة، التي تكون سببا في افتعال أعمال الشغب.
كما أن بطاقة المشجع ستمكن من منع أصحاب السوابق الإجرامية من دخول الملاعب، ونعلم جيدا أن مدرجات ملاعبنا تطئها أقدام أشخاص يملكون سوابقا خطيرة في الإجرام، ويعتبر هؤلاء مثل قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
الأكيد أن شغب الملاعب لن تنهيه العقوبات مهما كانت صرامتها، لكن من أجل وضع حد لهذا النزيف فإننا بحاجة إلى إرادة قوية وحقيقية من طرف كل المتدخلين من أجل وضع خطط جديدة وحديثة سعيا للتقليل من هذه الظاهرة في ملاعبنا الوطنية.