لا أحد يشبهك يا ودادي!
محمد الشمسي
لم أشأ أن أثني على ودادي إلى أن تخمد زغاريد العرس، العرس الإفريقي الذي فازت الوداد بكأسه الأغلى والأهم قاريا، وأمام الأهلي “أعظم ناد في الكون” بأمجاده وتاريخه، ويصبح الفوز ملحمة حين يكون الخصم كبيرا عتيدا شديدا ، فالأهلي مدمن على اللقب الإفريقي، وهو لا يمنعه من الظفر به غير فريق مغربي اسمه الوداد البيضاوي، ويكفي الوداد فخرا أنه فاز بالكأسين الأخيرين على حساب الأهلي “نادي القرن”…
لم تكن صدفة و لا عرضا ولا طارئا أن تفوز الوداد بكأسها، كأسها الذي سرق منها في نهائي الفضيحة التي عرت سوءة قارة أمام الترجي الذي ما إن نفض الكاف عنه فساده حتى ظهر حجمه الحقيقي من أنه في أفضل حالاته يصل لدوري المجموعات، والوداد الذي وفي الخمس سنوات الأخيرة هو ما بين الفوز ولعب النهائي ونصف النهائي حتى كانت الثالثة ثابتة …
لا ننكر أننا كوداديين انتظرنا المباراة النهائية ونحن نعظ على الشفاه ونضع الأيدي على القلوب، فمستوى الوداد يهبط في بعض المباريات بما يبعث على الشك والخوف، ويكفي الاستدلال أن الوداد لم تنتصر في مركب محمد الخامس في دوري الربع والنصف واكتفت بالتعادل ولولا نتائج الذهاب التي فاز فيها الفريق لكان للرواية تفاصيل أخرى، لكن الفرق الكبيرة تكبر مع الكبار، ففي ليلة استقبال الأهلي لعبت الوداد باقتصاد واحتياط وذكاء، لا ندري هل كان الأمر جزء من خطة الركراكي أم هكذا بدت لنا الأمور، فالأهلي استحوذ على الكرة لكن الوداد كان فعالا في الهجمات، والأهلي خلق فرص التهديف لكنها كانت تتكسر على مشارف مربع العمليات، والوداد سجلت هدفا خرافيا وخياليا بواسطة زهير المترجي الذي ظل غائبا عن المنافسة ولم يعد للملعب إلا بحصص تأهيل خاصة.
فازت الوداد، وقبلها فازت بركان، وسيكون السوبر مغربيا بامتياز وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية ولن يكون الأخير، والأمل معقود على أن يكون النهائي في الكأسين معا مغربيا، فقد غابت الكرة المغربية على البوديوم الإفريقي ما يكفي، وقد تعوض الأندية ما خاب فيه المنتخب المغربي رغم الإمكانيات الضخمة التي رصدت للأسود…
من يشبهك يا ودادي، يا شغفي وفخر بلادي، من يشبهك يا حمراء يا بنت البيضاء يا ذات التاريخ العتيد المجيد… أنت أصل وغيرك تقليد…