الريال يستهدف ضم اكاردي

إذا ما عقدنا مقارنة رقمية بين أفضل مهاجمي العالم من حيث تسجيل الأهداف في دورياتهم التي ينشطون بها، لن يكون المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي بعيدًا عن الحسابات، فهو الذي توج هدافًا للدوري الإيطالي، العام الفائت، برصيد 29 هدفًا.

لكن إذا حاولت تجميع ملخصًا للمسات إيكاردي في مباراة قوامها 90 دقيقة، فلن تجده من هؤلاء المهاجمين الذين يظهرون في العديد من اللقطات، فقط لقطات الأهداف، التي يسجلها هو، وبمنتهى الإتقان.

إيكاردي بالأمس أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا كان حاسمًا للغاية، لقد عاد لإنتر ميلان بتعادل معنوي أكثر منه حسابي، إذا كان رجال المدرب لوشيانو سباليتي قد هزموا مرتين في برشلونة في أسبوعين في مباراتين بدون ليونيل ميسي، كان الوضع ليتعقد بين اللاعبين والأنصار، لكن لقطة واحدة من إيكاردي حلت الأمر برمته.

في نظرة بسيطة إلى إحصائيات إيكاردي الرقمية أمام برشلونة في لقاء العودة، سنجد أنه مرر 12 كرة فحسب، بدقة 75%، صوب تصويبتين عمومًا منها واحدة فقط على المرمى، أو بالأحرى، في المرمى.

إلى جانب ذلك، لم يقدم أي تمريرة مفتاحية أو عرضية، فيما نجح في استخلاص الكرة من الخصم مرة وحيدة، وتشتيتها من منطقة جزاء فريقه مرة وحيدة أيضًا.

بهذه الأرقام، لا يبدو مردود إيكاردي جيدًا، لكن بالنظر إلى تسجيله هدفًا حفظ به ماء وجه إنتر في اللقاء، يمكن الوقوف على الدور الحقيقي الذي يلعبه لاعب مثل إيكاردي في صفوف فريقه.

إلى جانب تفوقه في الالتحامات الثنائية، بنسبة وصلت إلى 100% في مباراة برشلونة، إذ فاز في 3 صراعات «واحد لواحد» خاضها مع لاعبي برشلونة من أصل 3، يمكنك أن ترى اللقطات التي صنع منها إيكاردي فرصًا محققة بلمسات قليلة للغاية، لكل من فيتسينو وبوليتانو وآسامواه، لمسات قليلة لم تترجم إلى أهداف.

إلى أن جاءت كرة شاردة في الدقيقة 87، نجح في الحفاظ عليها والاستدارة وسط مدافعي برشلونة ومن ثم تصويبها في مرمى تير شتيجن، لا يحتاج الأمر للعديد من اللمسات إذًا كي تكون حاسمًا، هذا ما يقدمه إيكاردي لأي فريق.
طيف من رونالدو
هل يذكركم ذلك بشيء؟ في أزهى فترات ريال مدريد خلال السنوات الماضية، كان البرتغالي كريستيانو رونالدو «طيب الذكر في البيرنابيو» هو من يقوم بهذا الدور، لمسات قليلة في أنحاء الملعب المختلفة، تركيز في الثلث الأخير من حيث التحركات والتصويب والوجود بشكل عام، أدوار دفاعية أقل، نجاعة استثنائية، ولهذا كسر رونالدو كل الأرقام القياسية في 3 سنوات.

حينما نجد أن ماورو إيكاردي هو أحد أهم أهداف ريال مدريد في الميركاتو الصيفي المقبل، رفقة إيدين هازارد لاعب تشيلسي الإنجليزي، يمكننا أن نلمح طيفًا من رونالدو في أذهان بيريز والمسيرين الفنيين للفريق، شيء من رونالدو يعني أن «الميرنجي» لن يحتاج مجهودًا خارقًا للعادة كي يصل إلى المرمى، لن يحتاج إلى وصول بنزيما عشرات المرات كي يسجل هدفًا، أو إلى إبداع استثنائي في وسط الملعب من إيسكو أو كروس أو مودريتش أو أسينسيو، لن يحتاج إلى تكليل صعب لمجهودات دياز، أو طفرة مهارية قد لا تظهر على الدوام من فينيسيوس.

وفي سن صغيرة «25 عامًا» حمل خلالها شارة القيادة في أحد أهم أندية إيطاليا وأوروبا، إنتر ميلان، وعرف كيف يلعب أمام الجماهير وتحت الضغوط، لن يكون إيكاردي في حاجة إلى الكثير من صقل الشخصية أو استنبات قائد ما بداخله قد تطول مدة انتظاره.

لا يفكر بيريز سوى في الألقاب، لن ينتظر تحسن الحالة المزاجية لجاريث بيل، أو حتى أن يراهن على ثبات مستواه، أو توظيف المدرب الجيد للاعبين، قد يكون من المجدي أن ينتدب إيكاردي، وستحول كل فرصة في منطقة الجزاء إلى هدف، ودون عناء كبير، ولهذا يعد إيكاردي أهم أهداف الريال في الميركاتو

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى