كـأس العالم مدين بلقب للأسطورة ليونيل ميسي !
ليست جملة أو عبارة يرددها جمهور كرة القدم ولكنّه تصريح سابق من المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي بعدما ما تمكن ليونيل ميسي من إنقاذ التانجو بتسجيل هاتريك في مرمى الإكوادر ليتأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018.
الجملة ذاتها سبق وقالها جمهور اللعبة فيما يتعلق بفشل جيانلوجي بوفون المتكرر مع يوفنتوس في التتويج بدوري أبطال أوروبا.
فهل حقًا كرة القدم مدينة لأحد بأي بطولة؟ هل يحتاج كأس العالم إلى أن يحققه ميسي؟
البطولة للأبطال
الدور الذي قام به ميسي مع الأرجنتين للوصول لنهائي كأس العالم 2014 من بعده نهائيي كوبا أمريكا عامي 2015 و2016 كبير دون شك، ولكنّ في الأخير لم يتمكن المنخب من حصد أي لقب
الألمان كانوا الأفضل في المونديال ويمتلكون فريقًا مميزًا انتصر في نصف النهائي على أصحاب الأرض – البرازيل – بسباعية لهدف وهذا يعني الكثير.
الأرجنتين كانت تعاني ولم تظهر بالصورة المناسبة. نعم كانوا أفضل حالًا في الكوبا عن كأس العالم ولكنّ تشيلي أيضًا كان قويًا واستطاع استغلال نقاط ضعف البيسيليستي وحققوا اللقب على حسابهم.
ليونيل ميسي هو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، ولكنّ البطولات لا تذهب للاعبين بل للفريق، ولابد من وجود فريق متوازن يضم عناصر دفاعية وهجومية جيدة لكل يحقق البطولات، وبالتالي لن تكون الكرة هي المدينة للاعب، بل الفريق الذي يحارب بقوة وذكاء لتحقيق الإنجازات هو من ينجح.
البطولة لن تنقص منتخبًا
فشل منتخب إيطاليا في التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عامًا وبالتحديد عام 1958 ليخرج علينا جمهور الكرة وهو يردد عباراة “كأس العالم لا يساوى شيء دون إيطاليا”.
الأمر ذاته حدث حينما عجز منتخب هولندا على التأهل ليورو 2016 وسبقه في 2014 تصريح معتاد من زلاتان إبراهيموفيتش بعد خروج السويد من التصفيات بأن كأس العالم لا يعني شيئًا دونه.
ورغم كل ذلك، سيبقى كأس العالم هو البطولة الأهم على صعيد المنتخبات – وربما على الإطلاق – والتي يحلم كل لاعب بالمشاركة فيها وينتظر الجمهور متابعتها باستمرار.
لن يتأثر كأس العالم لو غاب عنه إيطاليا أو هولندا، بل على العكس هذه فرصة للنتخبات التي كافحت وقاتلت أن تحصل على حقها بالتواجد في المونديال.
الوساطة في كرة القدم
ما يميز كرة القدم أنها لا تعترف بالوساطة، الأفضل في الميدان هو من ينتصر، والأفضل هنا بمعنى من استغل أخطاء خصمه وقلل من أخطائه.
من يمتلك الرغبة والقدرة والموهبة والروح والعناصر القادرة على تحقيق البطولات هو من يفوز، سواء تواجد به أعظم اللاعبين أم لا يتواجد.
منتخب البرتغال – على سبيل المثال – حقق بطولة يورو 2016 رغم غياب كريستيانو رونالدو عن النهائي للإصابة وذلك لأنهم قاموا بمباراة جيدة ضد فرنسا أمام جمهورهم واستطاعوا إيقاف خطورة الخصم وحرمانه من التسجيل.
ربما يخدم التوفيق فريقًا للفوز بالمباراة، ربما تسير القرعة في صالحهم، ولكنّ هذا لا يكون السبب الرئيسي في الفوز بالبطولة.
البحث عن موطن الخلل
بدلًا من الاستمرار في ترديد جملة كرة القدم مدينة لميسي بكأس العالم، أو لبوفون ورونالدو الظاهرة بدوري أبطال أوروبا لابد من البحث عن مواطن الخلل.
يجب على إدارة يوفنتوس أن تعرف السبب في فشل الفريق في التتويج بدوري أبطال أوروبا منذ 1996 رغم وصولهم لخمس نهائيات منذ حينها آخرها مرتين آخر 3 سنوات؟
ربما لا يوجد عناصر تمتلك شخصية البطولة وربما العيب في المدرب أو غيره ولكن لابد من إيجاد الأزمة والوصول لحل.
إيطاليا بعد التتويج بكأس العالم في 2006 خرجت من الدور الأول في 2010 و2014 ولكن لم يتحرك الاتحاد الإيطالي ولم يشعر بأزمة سوى بعد الفشل في التأهل لنسخة 2018.
هولندا كذلك تعاني، والأرجنتين لا يمتلك أظهرة أو لاعبون خط وسط بجودة عالية ويكتفون فقط بوجود ميسي ومهاجمين مميزين مثل أجويرو وهيجواين وغيرهم.
النموذج الألماني هو أفضل توضيح للبحث عن المشكلة وحلها، فبعد فشلهم في الفوز بكأس العالم 2002 وحصولهم على المركز الثالث في 2006 ثم تكرار الأمر في 2010 نجحوا في بناء أكثر من فريق لدرجة أن العناصر على دكة البدلاء بنفس قوة الأساسيين.
اهتموا بالمواهب الشابة وتطوير الكرة الألمانية ككل والمنافسات القارية للفرق وأدى ذلك في الأخير لتحقيقهم الكونفيدرالية دون عناصرهم الأساسية.
وأخيرًا أود التأكيد على أنّ البطولات تمنح للفرق التي تقاتل ولا تعطى هدية للاعب مهما بلغت عظمته أو قوته.