فالفيردي وبرشلونة.. لماذا جدد النادي عقد المدرب؟
استيقظ جمهور نادي برشلونة على خبر قد يشكل صدمة على قطاع كبير منهم على الأقل في الوطن العربي.
برشلونة أعلن تفعيل بند التمديد لإيرنستو فالفيردي، المدير الفني للفريق، لعام إضافي لينتهي في 2020، مع إمكانية الاستمرار لموسم إضافي أي حتى 2021.
لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وما المبرر؟ أسئلة كثيرة انفجرت في عقول جماهير البلوجرانا من الصدمة، فيبدو أنّ تصريحات جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس الفريق، عن استمرار فالفيردي لم تكن دبلوماسية بل تمهيدًا لأمر واقع.
أرقام وسجل فالفيردي ليس سيئًا، حقق ثلاثية محلية الموسم الماضي وودع دوري أبطال أوروبا بنكسة في روما وخسارة عالقة في أذهان الكلوز وحاليًا يتصدر الليجا وفي نصف نهائي الكأس ولديه مواجهة في التشامبيونزليج أمام ليون.
ولكن الأرقام وحدها لا تكفي.
برشلونة لم يعد برشلونة، فرق مثل أياكس ومانشستر سيتي وغيرها صارت تقدم كرة أفضل من الفريق الكتالوني، انتصارات بأقل مجهود وهزائم غير منتظرة وخوف من منافس أقل خطورة.
ورغم أن الكلمة الشهيرة “DNA برشلونة” لا تنطبق على مدرب أتلتيك بلباو السابق، لكنّه جاء واستمر وربما يستمر لفترة إضافية.
السبب بسيط، إن كنت تمتلك إدارة تحب السيطرة والتحكم في كل صغيرة وكبيرة فعليك بجلب مدرب لا يرفض ولا يعترض ولا يمتنع، باختصار مدرب دون فكر.
فالفيردي نجح كثيرًا في أتلتيك بلباو، وهذا مؤشر جيد لإدارة بارتوميو، فالفريق الباسكي لا يستقدم صفقات سوى من الإقليم فقط ولديه ظروف أصعب مما يمر بها برشلونة، ومع ذلك تأقلم ونجح إيرنستو.
هم يريدون مدربًا مثله، لا يوجد أزمة لديه في جلب آرتور وفيرنيكي دي يونج للعب بفلسفة يوهان كرويف وأيضًا التعاقد مع باولينيو وكيفين بواتينج وموريلو بما لا يتناسب مع هذه الفلسفة.
لا يوجد لديه أزمة في أن فريقه لا يمتلك ظهيرًا أيسرًا سوى جوردي ألبا المهدد بالرحيل حال عدم التجديد ويعتمد على سيرجي روبيرتو في مركز الظهير الأيمن، واكتشف بعد انتهاء سوق الانتقالات الصيفية أن كل المدافعين يستخدمون القدم اليسرى ولا بديل لجيرارد بيكيه.
علاقة فالفيردي بالمشروع الرياضي شبه منعدمة، هو فقط مدرب لديه الكلمة العليا فيما يتعلق بالتشكيل واختيار اللاعبين وتطبيق المداورة وإدارة المباريات، وسواء كان ناجحًا أم فاشلًا في هذا الأمر فهو يقبل بأن يكون هذا دوره.
أما الصفقات ومن يأتي ومن يرحل فدوره شبه منعدم، لم يطلب باولينيو وجاء، طلب مهاجم بديل فوجد بواتينج وكل هذا ولا يمتنع ولا يعترض بل يقبل الاستمرار.
فالفيردي هو الموظف المثالي لأي إدارة تحب فرض السيطرة ولا تحترم التخصص. اللاعبون يحبون المدرب لأنّه مرن ولا يضع قوانين صارمة في التدريبات مثل لويس إنريكي، والإدارة تعشقه لأنّه يرفع شعار “تمام يا أفندم”!!