برشلونة يسير نحو “الثلاثية” بهدوء
ما بين الثاني والعاشر من الشهر الماضي تعادل برشلونة في ثلاث مباريات متتالية، أمام فالنسيا بهدفين لمثلهما ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى الإسباني، وأمام ريال مدريد بهدف لمثله في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، وأمام أتلتيك بلباو في «الليجا» انتهت بدون أهداف.
وفي المباراة التالية استطاع «البلوجرانا» الفوز على استحياء بهدف دون رد في المباراة التي جمعته ببلد الوليد، وفي التاسع عشر من الشهر الماضي توجه أيضًا إلى فرنسا لخوض مباراة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أولمبيك ليون، وأخفق هناك في هز شباك الفريق الفرنسي، هذا بالرغم من تسديد الكرة على مرمى صاحب الأرض في 25 مناسبة.
وأمام تلك النتائج السيئة بدأ الكثيرون يشككون في موقف الفريق وأدائه لمواجهة أحد أهم مراحل الحسم بالموسم، ووصل الأمر للحديث عما إذا كان أداء الفريق السلبي سببه المدرب إرنستو فالفيردي أم هناك أسباب أخرى.
وبدا على اللاعبين آنذاك الإرهاق والتعب من ضغط المباريات، وهو ما انعكس بالفعل على أدائهم في تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى معاناة ليونيل ميسي، قائد «البلوجرانا»، من آلام عضلية إثر تدخل أحد لاعبي فالنسيا عليه، وحالة الجفاء التهديفي التي عانى منها المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز آنذاك، وغياب الفرنسي عثمان ديمبلي عن الفريق للإصابة.
وقد أثرت جميع تلك العوامل على نتائج الفريق، وهو ما كان سبب رئيسي في إثارة العديد من الشكوك حول موسم برشلونة، وعما إذا كان قادرًا على تحقيق ثنائية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا أم لا.
يبدو أن لاعبي برشلونة أدركوا جيدًا أن أكثر مراحل الموسم حسمًا قد أتت، ولهذا شرعوا على الفور في استعادة روح مباراة إشبيلية في إياب ربع نهائي كأس الملك التي انتهت بخسارة الفريق «الأندلسي» بستة أهداف لهدف أطاحت بهم من البطولة، وعادوا لمستواهم المعهود مرة أخرى.
ففي الثالث والعشرين من الشهر الماضي استضاف إشبيلية الفريق «الكتالوني» في مباراة أقيمت على ملعب «رامون سانشيز بيزخوان»، ومن الصعب على أي فريق تحقيق فوزًا كبيرًا على الفريق «الأندلسي» في ملعبه، ولكن برشلونة، وبقيادة «ليو»، قدم مباراة استثنائية انتهت بالفوز بأربعة أهداف لهدفين حملت ثلاثية منها توقيع الأرجنتيني، كما شهدت عودة لويس إلى معرفة طريق الشباك مرة أخرى.
وبالأمس، استقبل ريال مدريد غريمه التقليدي برشلونة على ملعب «سانتياجو بيرنابيو» في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات الأسبوع السادس والعشرين بـ «الليجا»، واستطاع «البلوجرانا» اقتناص انتصارًا ثمينًا بهدف نظيف حمل توقيع الكرواتي إيفان راكيتيتش ساهم في توسيع فارق النقاط بين برشلونة وريال مدريد إلى 12 نقطة، وهو ما أنهى بشكلٍ نظري على جميع حظوظ بطل أوروبا في المنافسة على اللقب.
بعد الانتصار الكبير الذي حققه برشلونة على إشبيلية بأربعة أهداف لهدف، توجه اللاعبون في الـ 27 من فبراير إلى «سانتياجو بيرنابيو» لخوض مباراة إياب نصف نهائي كأس الملك، وعلى الرغم من الرقابة اللصيقة على ميسي، إلا أن سواريز وديمبلي قادا الفريق للفوز بثلاثية نظيفة ليضرب موعدًا مع فالنسيا في نهائي الكأس بشهر مايو المقبل.
جدير بالذكر أن سواريز سجل هدفين من الثلاثة بمرمى ريال مدريد، بينما أحرز الفرنسي رافاييل فاران هدفًا ذاتيًا في مرمى فريقه، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن الجناح الفرنسي ساهم في هدفين خلال تلك المواجهة، وهو ما ساعد بطل إسبانيا على بلوغ نهائي البطولة للمرة السادسة على التوالي في سابقة تاريخية قلما تحدث بالأراضي الإسبانية.
في الثالث عشر من الشهر الجاري سيحل ليون ضيفًا على برشلونة بإياب ثمن نهائي «التشامبيونزليج»، ومن المؤكد أن الحالة الرائعة التي يعيشها الفريق الإسباني ستساعدهم كثيرًا على تخطي عقبة الفريق الفرنسي.
ويبدو أن لاعبي «البلوجرانا» سيدخلون لقاء ليون وأعينهم على تخطي العقبة تلو الأخرى وصولًا إلى نهائي البطولة الأعرق أوروبيًا رغبة منهم في إنهاء هيمنة ريال مدريد عليها.