حكام مستعارون …
مسلسل اﻷخطاء المتكررة في البطولة الوطنية صار محط تذمر جماهير اﻷندية المغربية تارة، وسخطها تارة أخرى منذ بداية الدوري حتى الآن، لكن ما أثير في الدورات السابقة باستقدام حكام أجانب يستدعي التوقف والتأمل لبيان إنعكاس القرار على مستقبل الصفارة المحلية.
مسلسل اﻷخطاء المتكررة في البطولة الوطنية صار محط تنذر جماهير اﻷندية المغربية تارة، وسخطها تارة أخرى منذ بداية الدوري حتى الآن، لكن ما أثير في الدورات السابقة باستقدام حكام أجانب يستدعي التوقف والتأمل لبيان إنعكاس القرار على مستقبل الصفارة المحلية.
مبدئيا لا ضير أن تستعين الجامعة المغربية بحكام من خارج الوطن، مادام أن هناك دوريات عربية بادرت باﻹستفادة من خبرات الحكام الأجانب للخلاص من (القيل والقال) بين مدرجات ملاعبها، وأيضا اﻹنتهاء من حملات اﻹتهامات والتشكيك التي تمارس بانتظام على الحكم المحلي، أما في الدوري المغربي فالأمر مختلف تماما ليس لﻹحتراف صلة بمنظومة الكرة المغربية، ومديرية التحكيم مازالت تعمل وفق اجتهادات وقرارات لم تصلح عملها، وزاد معدل الطعون بقراراتها من أشخاص يمتهنون التحكيم منذ سنين طويلة، فكيف نستعين بخبرة الحكم العربي أو الأجنبي لتغيير انطباع سلبي، ونحن لم نغير من سياسة مديرية التحكيم وخططها المتنافرة مع استحقاق الدوري المغربي لحكام أكثر جاهزية وقاعدة بديلة.
اﻹستعانة بالحكم اﻷجنبي المؤمل فتح ساحة الدوري أمامهم في المواجهات المتبقية من الموسم الحالي أو التالي سيشكل تواجدهم ضربة موجعة لشخصية الحكم المغربي، ويفضح هشاشة مديرية التحكيم وعجزها عن إيجاد بدائل، واحتواء أزمة اﻷخطاء التي باتت تترنح فيها الصافرة المغربية أسبوعيا.
وإذ نتأسف لبلوغ التحكيم المغربي مرحلة اليأس وإنعدام الثقة، والضعف بين الأوساط الإعلامية والجماهيرية مثلما إتضح في مباريات الدوري هذا الموسم، فإننا نحذر من استمرار لجوء مديرية يحيى حدقة إلى الصفارة الأجنبية، بعد جلبها للحكمين المصري والسنيغالي خلال مباراتين سابقتين، مهما كانت جنسياتها فالقاسم المشترك في المهمة هو اتخاذ القرار بانصاف الثواني بعقلية بشرية تتأثر بعوامل نفسية منها اللغة والعادات وبيئة الرياضة، فضلا عن ردود الفعل الجماهيرية وهي النقطة الجوهرية التي تدعونا للتراجع عن فكرة إستقدام حكام الخارج، وإلا من غير المنطقي أن نتوقع تغييرا في طبائع أنصار الأندية، ومن المستحيل أن يغير الجمهور سلوكه بمجرد تسمية حكم أجنبي لإدارة المباراة.