طارق البوشماوي.. مهندس الخبث الكروي التونسي في دهاليز الاتحاد الإفريقي
فجرت الأحداث التي عرفتها مباراة إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، والتي جمعت بين الوداد المغربي والترجي التونسي، على أرضية الملعب الأولمبي برادس، فضيحة من العيار الثقيل، بعد انحياز واضح من الحكم الغامبي بكاري غاساما للفريق المضيف، وتعطل تقنية الفيديو بطريقة غريبة وللسنة الثانية على التوالي، بعدما وقع نفس الأمر في نهائي النسخة الماضية من البطولة.
ومن محاسن هذه “الكارثة” غير مسبوقة في تاريخ نهائيات البطولات العالمية، أنها فضحت الخبث الكروي التونسي الذي يتحكم في دهاليز الاتحاد الإفريقي منذ سنوات عديدة، والذي يديره المليادير طارق البوشماوي، صاحب السمعة السيئة في بلده، والذي تلاحقه تهم عديدة متعلقة بتبييض الأموال.
البوشماوي، الذي يتولى رئاسة لجنة المسابقات في الاتحاد الإفريقي، كان وراء جل التتويجات التي حققها الترجي، خاصة على المستوى الإفريقي، حيث عمد في كثير من الأحياء إلى اختيار حكام مباريات الفريق بعناية بالغة، من أجل مساعدة “الأصفر والأحمر”، على العبور بسلام نحو المحطات المقبلة.
ويعتبر البوشماوي، الرئيس السابق للجنة التحكيم بالكاف، صاحب تأثير كبير داخل الاتحاد الإفريقي، حيث كان وراء معاقبة الأهلي المصري على خلفية ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا في الموسم الماضي، والذي عرف أخطاء للحكم الجزائري مهدي عبيد، صبت في صالح “نادي القرن”، غير أنها لم ترق إلى مستوى معاقبة رأس حربة الفريق المصري، الدولي المغربي وليد آزارو، والذي كان لغيابه عن لقاء العودة الذي فاز به “الترجي” بثلاثية نظيفة، تأثير كبير.
وحسب وسائل إعلام تونسية، فقد كان تأثير البوشماوي واضحا في معاقبة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لآزارو بالإيقاف لمباراتين، إلى جانب تغريم الأهلي بمبلغ 20 ألف دولار، ناهيك عن فك الحظر عن جماهير الترجي، القرار الأخير الذي كان له تاثير كبير على نتيجة الإياب، والتي خولت للفريق التونسي التتويج بلقب دوري الأبطال، بعد أن قام مسؤولوه وبغطاء قانوني من البوشماوي، بتعطيل الVAR، للتستر على فضائح التحكيم.
وكان عراب الكرة التونسية، ومهندس خبثها، وراء تعيينات عدد من الحكام في البطولة الحالية، خاصة تكليف الغامبي بكاري غاساما، بإدارة مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، والتي جمعت بين الترجي ومازمبي الكونغولي، وانتهت بفوز أصحاب الأرض بهدف نظيف، كما كان وراء تعين المصري جهاد جريشة، لقيادة موقعة الوداد والترجي في ذهاب نهائي البطولة، والتي انتهت بالتعادل، بعد قيام الحكم الذي يكرر زياراته لتونس باستمرار، حيث تعتبر بلده الثاني، بإلغاء هدف صحيح للوداد، كما تغاضى عن إعلان ركلة جزاء واضحة، كان سيترتب عنها بطاقة حمراء للاعب الترجي، بعد تصديه للكرة بيده أثناء توجهها نحو الشباك.
ولم يتوقف عبث البوشماوي البالغ من العمر 56 سنة، في الاتحاد الإفريقي عند هذا الحد، بل زاد ليهدي اللقب الرابع ل”سرطان الكرة التونسية” كما يحلو لبعض النزهاء التونسيين تسميته، والذي اعتاد على التتويجات التي تشوبها الكثير من الفضائح، حيث عمد هو وزبانيته إلى تعيين الغامبي بكاري غساما، وتحريك آلته الإعلامية من أجل الترويج لأن “غاساما”، يخدم مصالح الكرة المغربية، من أجل تغليط الرأي العام، وحجبه عن الواقع، والذي توضح بما لا يدع مجالا للشك، على أرضية ملعب “رادس”، وهو في أن غساما ساعد الترجي على اللقب، بعدما ألغى هدفا صحيحا للوداد بمساعدة السنغالي جبريل كامارا، الذي رفع الراية معلنا عن تسلل، وأنهى المقابلة بتوصية من “الكاف” وبضغوط من البوشماوي، بإعلان الفريق التونسي بطلا.
كما مارس البوشماوي ضغوطه على لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الإفريقي، لتقرر معاقبة لاعبي الصفاقسي بالإيقاف من مباراتين إلى 6 في أقصى تقدير، بالرغم من أنهم عاثوا فسادا في الملعب البلدي ببركان، في إياب نصف نهائي كأس “الكاف”، وقاموا بالاعتداء على رجال الأمن، والطاقم التحكيمي، حيث وثق ذلك بالفيديو، وظهر النادي وبعض مسؤوليه إلى جانب اللاعبين يضربون الحكم بكل وحشية.
ومن المؤكد أن الكرة الإفريقية التي تحقق أسوأ النتائج عالميا على جميع المستويات، ستواصل سيرها على نفس الطريق، في حال استمرار خبثاء مثل البوشماوي في الجهاز التنفيذي للمؤسسة الوصية على كرة القدم بالقارة السمراء، خاصة وأن الشخص جعل من الاتحاد الإفريقي مرتعا للتونسيين، عبر قرارات توضح حجم التسيب الذي تشهده المنظمة الكروية.
ومن غير المستبعد أن يؤثر البوشماوي الذي يعيث فسادا داخل القارة، على قرارات اجتماع لجنة الطوارئ بالكاف، والمزمع إقامته يوم غد الثلاثاء بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يملك نفوذا كبيرا داخل أروقة الاتحاد، ويمكنه أن يحرك زبانيته لإدانة الوداد واعتباره منسحبا من اللقاء وتسليط العقوبات عليه، بدل إعادة الحق لأصحابه عبر إجراء مباراة فاصلة أو سحب اللقب من الترجي نظرا للفضائح التي شابت تتويجه.