من هم فقراء مدغشقر الذين فاجأوا كبار إفريقيا في “كان 2019″؟
على امتداد 31 نسخة من كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، عجزت مدغشقر عن الوصول إلى ساحة المنافسة للبطولة الإفريقية، لكنها في هذه النسخة تأهلت لدور ربع النهائي وكانت مفاجأة البطولة.
توقع كثيرون أن تكون مدغشقر حصالة نقاط لمجموعتها الثانية، ووصلت الأدوار الإقصائية ببطاقة المتصدر، بعدما جمعت 7 نقاط من تعادل وفوزين، أحدهما على منتخب نيجيريا بتاريخه العريق وسمعته القارية المرعبة، وحمله اللقب ثلاث مرات سابقة.
وحجزت بطاقة دور ربع النهائي إثر فوزها على الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح 4-2، بعدما انتهت نتيجة المباراة بالتعادل 2-2 (بعد التمديد).
منتخب مدغشقر أو الملغاشي لكرة القدم الملقب بـ(باريا) وهو أحد أنواع من الجواميس المشهورة في البلاد، جاء من جزيرة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإفريقيا وكان اسمه منتخب جمهورية مالغاشي لكرة القدم من (1958-1975) قبل تغير اسم الدولة إلى مدغشقر.
تعتبر مدغشقر من أفقر الدول الإفريقية على الرغم من جمالها وتوافد السياح عليها، ولا يتجاوز اقتصاد هذا البلد حجم شركة عالمية متوسطة.
وربما يفاجأ المرء عندما يعلم أن سعر النجم المصري محمد صلاح المحترف بصفوف ليفربول الإنجليزي، يوازي 10% من الاحتياطي النقدي لمدغشقر وقرابة 1% من ناتجها السنوي.
وبالتالي لا مجال للمقارنة بين سعر صلاح وأسعار لاعبي “الباريا”، حيث تزيد قيمة محمد صلاح على 15 ضعف منتخب مدغشقر كاملا (150 مليون يورو للأول و10 ملايين للثاني).
تراهن الجزيرة الملقبة بالجزيرة الحمراء نظرا للون تربتها على فريق شاب، قوامه لاعبون ينشطون في الدوري المحلي أو بعض من المحترفين في أندية مغمورة.
ويدرب “الجواميس” الفرنسي نيكولاس ديبويه الذي تولى الفريق رسميا في مارس 2017، وخلال سنتين فقط أضفى شخصيته على المنتخب الوليد، ليبدأ التجربة الجادة من تصفيات أمم إفريقيا، والآن يقف في دور الثمانية، استعدادا لاستكمال مساره باتجاه اللقب.
يتقاضى ديبويه 7 آلاف يورو فقط في الشهر، لذا يعتبر المدرب الأقل دخلا في البطولة مقارنة بباقي مدربي باقي المنتخبات.
وإن رأى البعض مدغشقر مفاجأة في مرحلتي المجموعات ودور الـ16، فالسيناريو قد يتكرر في دور الثمانية، وإن كانت المهمة لا تبدو سهلة غدا أمام “نسور قرطاج”، فهل سنرى مدغشقر في نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 في أول مشاركة لها؟ الأيام القليلة القادمة ستكشف كل شيء.