الانخراط .. ركن من اركان الهواية
ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺪﺑﻴﺮﻫﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ من اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ اﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻟﺤﻠﺤﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺮﻫﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ.
ﻭﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ اﻹﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﺑﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻤﻌﻦ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﻦ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ وﺧﻄﻂ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻭﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺫﺍﻙ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ وﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻫﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻬﺎ.
ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻣﻨﺨﺮﻃﻲ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺩﻱ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ واﻹﺭﺗﺠﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﻷﻱ ﻧﺎﺩﻱ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻪ، ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻬﺘﺎﻑ والتصفيق، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺨﺮﻁ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ومحاسبة ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻭﻛﺮﻭﻱ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ.
ﻧﻈﺎﻡ اﻹﻧﺨﺮﺍﻁ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ لﻷسف ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ لﻹﻧﺰﻻﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧﺪﻳﺔ، ﺑﻞ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻪ، ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ اﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻣﺴﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إيجاﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻠﺮﻗﻲ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﺇﻟﻰ ﺑﺆﺭﺓ ﻏﻀﺐ ﻭﺗﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺗﻌﻘﻴﺐ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ.
ﻭﺗﻈﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻳﻄﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪ ﻭﺍﻟﺠﺰﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺠﺰ، ﺑﻞ لا ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻱ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺟﻬﺪ في ظل غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻠﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎﺕ، وﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺘﻘﺪﻣﺎ ﻋﻦ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، وﺍﻗﻊ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻭﻥ ﺇﺿﺎﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺭﺗﻮﺵ، ﻟﻴﺤﻜﻲ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ الصائبة، ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻃﺮيقة ﺇﺗﺨﺎﺫﻩ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺩﻧﻴﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺭﻏﻢ ﺗﺠﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻢ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ الكارثية، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺃﺳﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻭﻻ ﺗﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.